صالح بن محمد خير الكعود
باحث وطالب دكتوراه في تنمية الموارد البشرية
الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا
العلامة التجارية الشخصية مهمة للغاية نظراً لكونها تقدم رسالة واضحة حول شخصيتك والأمور التي يمكنك تقديمها للشركة.
إنّ العلامة التجارية الجيدة تساعدك بشكل كبير على اكتساب سمعة طيبة، فهي تدفع أصحاب العمل للتعرف على القدرات التي تميّزك عن غيرك من طالبي الوظيفة بمجرد الاطلاع على اسمك. تعكس العلامة التجارية الشخصية هويتك، فهي تسلّط الضوء على نقاط قوتك والمهارات التي تتمتع بها، ولم تعد العلامة التجارية مرتبطة بالشركات وإنّما تعدت ذلك إلى أن تصل للأشخاص، بل أن بعض الشخصيات أضافت بانضمامها إلى الشركات قيمة مضافة جعلت هذه الشركات في موقع المنافسة لقوة حضوره وبريق اسمه.
في دراسة إحصائية مثيرة لأحد أكبر مواقع التوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حول أهمية العلامة التجارية الشخصية PERSONAL BRANDING، أظهرت أن:
“92% من المهنيين يرون بأن العلامة التجارية الشخصية الجيدة على شبكة الإنترنت من شأنها أن تساعد الباحث عن عمل على التألق والحصول على مقابلات أكثر”. وتضيف هذه الدراسة ” إلى أن: 84% من أصحاب العمل في المنطقة يبحثون عن المرشحين على الأنترنت قبل اتخاذ قرار التوظيف النهائي.
لقد أصبح اليوم البحث عن وظيفة بمثابة الهدف الذي يجب التخطيط والإعداد له جيداً، في عصر تحتدم فيه المنافسة على فرص العمل ويتسابق فيه الأفراد لاقتناص الفرص والحصول على الوظائف، ومع تصاعد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الحديث أصبحت المهمة أسهل على الباحثين عن فرص عمل للتسويق عن أنفسهم في سوق العمل عبر المواقع المتخصصة، والتي تشكل نقطة التقاء بين رجال الأعمال والباحثين عن فرص عمل، علاوةً على توافر منصات التواصل الاجتماعي التي قدمت فرصة كبيرة لتوثيق العلوم والمعارف والإنجازات الشخصية بشكل سريع وعملي ويحقق انتشارا كبيرا. وهنا يتساءل طالب الوظيفة كيف لي أن أقدم نفسي إلى رجال الأعمال بطريقة عصرية وفعالة، بعيداً عن روتين السيرة الذاتية القديمة؟ هناك نقاط تقوي فرصك في الحصول على الوظيفة الملائمة أو ترقية نفسك في وظيفتك، وأن تكون الخيار الأفضل مقارنة مع أقرانك، ومنها:
1. أن يكون لك موقع الكتروني خاص، تعرض فيه مسيرتك العملية، إنجازاتك، مشاركاتك، مبادراتك، موثقة بالصور والفيديوهات التي تتيح لأرباب العمل الاطلاع بشكل كبير وكافي على سجل أعمالك، بدلاً من الاكتفاء بسيرة ذاتية لا تميزك عن غيرك بشيء.
2. استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أعمالك وربطها بالموقع، فمواقع التواصل الاجتماعي تسهل وصول المهتمين إليك بمختلف الطرق وأيسرها، فهي منصات مفيدة جداً، لا سيما موقع LINKEDIN الذي يتيح الفرصة لك للالتقاء برجال الأعمال والشركات التي تهتم بمجال عملك.
3. احرص على توفير كل أدوات الاتصال، الإيميل الشخصي، كرت أعمال شخصي، لوغو شخصي، بريد الكتروني شخصي، حسابات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي تجعل منك كياناً مستقلاً ومتاحاً للتواصل بكل السبل.
4. كتابة المقالات والمدونات والبحوث في مجال تخصصك مرفقة بالصور والفيديوهات إن أمكن، وإتاحتها على موقعك الشخصي وجميع منصات التواصل الاجتماعي، تقدم فيها الجديد في مجال تخصصك.
5. قديماً قالوا من أكثر من شيء عُرف به، اجعل نفسك مصدر المعلومة لتصبح قائداً في الفكر بمجالك Thought Leader، احرص على اختيار مجال واحد في المعرفة، وركز عليه أكثر من باقي المعارف، واجعل نفسك متميزاً فيه واحرص على تطوير وصقل قدراتك فيه من خلال الدورات وورش العمل والقراءة المستمرة، لِـتُعرف فيما بعد بهذه المعرفة وتكون الاختيار الأول لدى رجال الأعمال.
