عُمان تجتمع هنا
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
——-——————————
تجتمع عمان اليوم هنا في ولاياتها التي تنبض كجسدٍ واحد إن أصاب جزء منه شيئاً تداعت له عمان بأسرها بالسهر والحمى .
هكذا أثبت العماني بمعدنهِ الأصيل طيب أصله منذ القدم، وعظم أخلاقه ومعاملاته مع أبناء وطنه وخارج وطنه، فالعمانيون نسيج واحد من مسندم إلى ظفار ولحمة واحدة وعملة نادرة في التكاتف والتعاضد والإخاء .
اليوم تجتمع عُمان في محافظتي شمال وجنوب الباطنة ضاربةً أروع المُثل وسواعد أبنائها تزيل ما خلفه الإعصار وتخفف عن كاهل مَن تضرر، وتمد العون للجميع.
وقد وفد الجميع من معظم ولايات ومحافظات السلطنة شيباً وشباباً رجالا ونساء في مشهد قلّ أن ترى مثله اليوم ، فما زرع بالقلب من نبات حسن أثمر وأينع رجالاً ونساءً صدقوا ما عاهدوا الله عليه من إخلاص لله ولوطنهم وسلطانهم، فشمّروا السواعد وسقوا الأرض بقطرات عرقهم وهم يحرثون الأرض لصفاء المكان وتنظيفه من كل ما خلفه الإعصار؛ لتعود الحياة كما كانت منعمة بإذن الله، ولتنجلي تلك الغمة سلاماً أماناً بإذن ربها حتى يكون لمثل هذا التلاحم الشعبي الأثر العظيم للأجيال القادمة تتحدث عنه الأمم والشعوب بما فعله الخيرون.
عُمان كلها هنا وقد نبضت بنبض واحد في مشهد أسعد الجميع، ودعوات المحبين تتقاطر أن يخلُف الله لكل منفق الخير الكثير، ولكل من لبّى نداء الوطن فلينعم بالأجر العظيم .
اليوم الجمعة يومُ عيدٍ للمسلمين، ومن أجلِّ أيام الأسبوع، ففيه الأجر المضاعف بإذن رب العالمين .
ستحكي لكم الأيام القادمة والتأريخ بأنّ عُمان قد اجتمعت هنا، فهنيئًا لكم أيها الأحبة هذا اللقاء وهذا الوفاء، وهنيئًا لوطن أنتم ساكنوه أقصد هذا الشعب العظيم .
عُمان ستجتمع دائمًا وأبداً في كل محن الوطن، وستشرق راياتها البيضاء بالنور في كل محفل، فهي بلاد السلام والوفاء للعالم أجمع ………..
اليوم تجتمع عُمان هنا، ودعواتنا تصدح بأن يحفظ الله عمان ويكلؤها بلطفه ورحمته، ويبارك في سلطانها وشعبها ومن يعيش على كنفها، ويكلل مسعى الجميع بالتوفيق والنجاح نحو رفع الكلف عن المتضررين وإعانتهم بكل الوسائل الممكنة .
حفظ الله الجميع من كل مكروه وأدام نعمة الخير على هذا الوطن الغالي العزيز.
# سناو
الجمعة : ١ – ٣ -١٤٤٣ للهجرة
الموافق : ٨ – ١٠ -٢٠٢١ للميلاد