عوامل الجذب الرئيسية:
محمد علي البدوي
الكاتب المتخصص في الشأن السياحي العربي والعالمي
السؤال الذي يطرح نفسه:
ما الذي يجذب الناس إلى المواقع والوجهات السياحية؟
والإجابة ليست من السهل بمكان فما يجذبك لا يجذب غيرك، وما يحبه كبار السن لا يميل إليه الشباب، ولكن وبصفة عامة تم تحديد خمسة عناصر رئيسية يمكن القول إنها أهم عوامل الجذب التي تدفع السائح إلى اتخاذ قرار السفر وهي:
الميزات الطبيعية/زيارة الأصدقاء والأقارب، العرق/الثقافة، الترفيه/ والطقس.
١-الطقس:
لكل وجهة سياحية خصائصها الفريدة التي تميزها عن المواقع الأخرى وتجعل منها وجهة مرغوبة.
ويعد الطقس من أكثر السِّمات المميزة للوجهة السياحية، بل يُعدّ عند العديد من السيّاح السبب الرئيسي في اختياراتهم لقضاء عطلة في مكان معين.
المنتجعات السياحية تستخدم مناخها لمصلحتها الخاصة من أجل جذب السياح.
وغالبا ما يرغب السائحون في الحصول على مكان لقضاء العطلات يتميز بمناخ مختلف عن المناخ في وطنهم.
نلاحظ ذلك بسهولة في إصرار السائح الأوروبي الذي يعيش في طقس بارد معظم شهور العام على السفر إلى مناطق البحر المتوسط الدافئة.
٢-المناظر الطبيعية:
تجذب المناظر الطبيعية للموقع المختار من قِبل السائح أنظار السائحين وغالباً ما يكون الطقس من العوامل التي تؤثر في قرار السفر.
يرى الكثير من السياح أن الشواطئ هي البيئة المثالية للاستمتاع بالطقس الحارّ وأشعة الشمس.
كما تزيد الوجهات السياحية من الجاذبية الترفيهية لمناظرها الطبيعية طوال الوقت وتحاول الحفاظ على مناظرها الطبيعية وتجنب الإهمال أو الفساد الذي قد يؤذي الطبيعة.
٣-الأقارب والأصدقاء:
سبب آخر لزيارة الناس لمكان معين وهو وجود أقارب أو أصدقاء.
سيقومون بالإقامة لديهم ومن ثَمّ ممارسة بعض الأنشطة مثل القيام بعدة أنواع مختلفة من الرحلات حسب طبيعة مكان الزيارة وغالباً ما سيتناولون الطعام في أحد المطاعم ذات الشُهرة وسيذهبون إلى الحانات وربما يقرر البعض الإقامة في أحد الفنادق القريبة من منزل الأقارب.
كل ذلك يعد تنشيطاً مباشراً لقطاع السياحة وزيادة في عدد الليالي السياحية رغم صعوبة حصر من يقومون بالمبيت لدى ذويهم وأقاربهم إلا أن من يقومون بالحجز في الفنادق يتم حصرهم بسهولة.
٤-العرق/الثقافة:
السبب الآخر الذي يجعل الناس يسافرون إلى وجهة معينة هو التواصل مع جذورهم العرقية.
على سبيل المثال قد يأخذ المهاجرون الأمريكيون من ذوي الأصول العربية إجازة لزيارة وطنهم الأم.
وعامةً يقيم الجيل الأول من المهاجرين مع الأقارب في حين أن الأجيال اللاحقة تستقل بحياتها.
غالباً ما نلاحظ أن هناك رغبة لدى المهاجرين أو الأشخاص من ذوي التراث العرقي المعين في رؤية الأشياء بالطريقة التي يتخيلونها بها، لذلك فهناك فرصة ثمينة لصناعة السياحة للانتشار بين هذه المجموعات.
على سبيل المثال مجموعة من العرب أو المصريين لم يسافروا إلى مصر من قبل ولكنهم دائمي الحديث عن الهرم وكنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، هنا لا بدّ من التقاط الخيط وتنظيم عدة رحلات لذوي الأصول العربية لزيارة الأهرامات والمتحف المصري للتعرف على حضارة الأجداد.
٥-تسلية وترفيه وحضارة:
غالباً ما ينجذب الناس إلى وجهةٍ ما بسبب تعدد وتنوع وسائل الترفيه المقدمة للمسافرين.
وهناك نوعان من الترفيه يمكن تقديمهما؛ دائم وموقت:
*الترفيه الدائم* مثل وجود سيرك قوميّ خاص بالمدينة أو الوجهة السياحية مثل السيرك القومي في القاهرة فهو موجود معظم شهور العام وإن انتقل إلى بعض المحافظات لفترة وجيزة ولكن مكانه الأصلي هو مدينة القاهرة.
*الترفيه المؤقت* هو ترفيه يتوفر لمرة واحدة ولفترة زمنية محددة مثل الأحداث الرياضية والحفلات الموسيقية، فقد يرغب السائح في مشاهدة مباراة لأحد الفِرق الرياضية العالمية إبّان زيارته لمدينة لندن.
يشمل الترفيه المؤقت الأحداث الشعبية ذات الطابع الفلكلوري أو ما يشبه الموالد الشعبية.
كل ذلك يعدّ من عوامل الجذب السياحي.
يضاف إلى ذلك تجربة الثقافة، بمعنى الممارسات الدينية والأنشطة الاجتماعية والعادات والتقاليد اليومية للناس.
علي سبيل المثال يرحب الكثير من السياح الذين يتوجهون إلى منطقة جنوب سيناء بمشاركة السكان المحليين مراحل إعداد الطعام والشراب في تجربة إنسانية فريدة لا تُنسى.
كما يحرص زوار مدينة كيوتو اليابانية على مشاهدة حفل الشاي التقليدي الذي تشتهر به المدينة وتذوّق المأكولات التقليدية الكلاسيكية وزيارة الأضرحة ومشاهدة الرهبان البوذيين.
وبعد طرح هذه العوامل الخمس هل يظن القارىء أنها وحدها التي تجذب الناس للسفر والسياحة؟
أعتقد أنها ليست الوحيدة وهناك عوامل أخرى ربما ليست بنفس الأهمية ولكنها ذات صلة بقرار المسافر ولولا ضيق الوقت والمساحة لكنا تناولناها ولكن نكتفي بما سلف آملين الاستفادة والتثقيف السياحي.
حفظ الله شعوبنا العربية.