لنصل إلى ما قبل الجائحة
محمد بن حميد المصلحي
أثبتت التحصينات منذ القِدم جدواها في معالجة الإنسان من مختلف الأمراض، وكانت لها مختبرات طبية وعلمية متخصصة يقوم بها علماء متخصصون في المجال الطبي على مستوى العالم.
ويعتبر التحصين أحد خطوط الدفاع المهمة لحماية جسم الإنسان من الأمراض، سواء كان هذا التحصين في الصغر أو عند الكبر، وهو أحد الاكتشافات العلمية في مجال الطبّ التي وجدت بهدف دفع العديد من الأمراض وحماية الإنسان والمجتمعات بشكل عام .
وآخر التحصينات التي جاءت لمقاومة مرض (كوفيد 19) حيث استعانت به الدول لعلاج مواطنيها ومقيميها من هذا المرض الذي انتشر في أنحاء العالم بشكل واسع وكبير مما حدا بالعالم كله للوصول إلى استنفار عامّ لمجابهته، والتقليل من آثاره المميته.
فكم من الأرواح التي انتقلت إلى بارئها بسبب هذا المرض! وكم من الأسر التي عانت بسببه!!.. منها ما دخل المستشفيات ووصل إلى حالة حرجة للغاية وتعافى بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً، وبجهود الكوادر البشرية التي تعمل ليل نهار في تلك المشافي لنشر المظلة الصحية على مرضاهم ثانياً، فضلاً عن بقية الأجهزة التي تعمل ليل نهار بهدف الوقاية منه، حيث أصبح الجميع يبحث عن منأىً وسُبل لمكافحة هذا المرض الفتّاك إلى أن جاء لقاح (كوفيد 19) بجرعتين. فالدول اشترت بعد اعتماده عالمياً من خلال منظمة الصحة العالمية، حيث قامت الدول بالتفاوض مع الدول المصدّرة والمنتجة للقاح، وقد سعت السلطنة ممثلةً بوزارة الصحة لجلب عدد من أنواع اللقاحات المعتمدة من قِبل المنظمة، حيث شرعت في تطعيم جميع سكان السلطنة، وقد قطعت شوطاً كبيراً تصل نسبته اليوم لأكثر من (55%) للجرعة الثانية وأكثر من 80 % للجرعة الأولى.
اليوم ولله الحمد اتّسعت رقعة التحصين لتشمل من عُمر الثالثة عشر فما فوق حمايةً ووقاية للجميع فضلاً عن العودة التدريجية للحياة الطبيعية بفضل الله تعالى أولاً، والجهود المبذولة في هذا الشأن، فهنا ندرك جميعاً أنه لا مكان للإشاعات حول مأمونية التحصين سواء عبر المقاطع المرئية أو المسموعة والمقروءة في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، فهذه اللقاحات أتت بعد تجارب علمية واسعة سواء من منظمة الصحية العالمية أو الجامعات المتخصصة أو وزارات الصحة في دول العالم من خلال الأطباء والكوادر ذات العلاقة في تلك المؤسسات، ويتم اعتمادها لتقديمها لأفراد المجتمع.
واليوم في سلطنتنا الحبيبة وصلت نسبة التحصين درجة عالية بسبب حملات التحصين الواسعة في مختلف محافظات وولايات السلطنة، وتشرف عليها وزارة الصحة الموقرة فلهم منّا جزيل الشكر ولجميع العاملين الصحيين في هذا القطاع والقطاعات الأخرى المختلفة.
ومع ذلك فعلينا اتباع الوسائل الاحترازية المعروفة، فلنسارع ونبادر ونحثّ بعضنا البعض لنزيد من نسبة المحصّنين ضد (كوفيد ١٩) وولنصل بمجتمعنا إلى ما كنا عليه قبل الجائحة.
وختاماً، نتضرع للخالق أن يرفع هذا الوباء عنا وعن سائر بلاد المسلمين والعالم أجمع ويحفظ عمان وقائدها المفدى.