2024
Adsense
مقالات صحفية

أهلًا بصناع المجد

أحمد بن موسى بن محمد البلوشي

منذ بزوغ فجر النهضة أَوْلَى السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- اهتماماً بالغاً بالتعليم حيث قال: “إنَّنا نولي التعليم جلَّ اهتمامنا، ونسعى لتطويره وتحسينه ورفع مستواه، وتحديث المعارف وتعميقها وإثرائها وتكييفها مع عالم دائم التغيير انطلاقًا من الأهميَّة التي توليها السلطنة لتنمية الموارد البشرية، وترسيخ منهج التفكير العلمي وتكوين أجيال متعلمة تشارك في عملية التنمية وتتعامل مع المتغيرات والمستجدات المحلية والعالمية بكل كفاءةٍ واقتدار”، ولا يزال الاهتمام بالتعليم مستمرًا حتى يومنا هذا تحت ظل القيادة الحكمية لمولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث يقول: “إنّ الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة”.

يبدأ اليوم صنّاع المجد مشوارهم الدراسي في بداية العام الدراسي الجديد، مشوار مفعم بالجد والاجتهاد والمثابرة، فهم ثروة الوطن الأساسية، وكنزًا من كنوزها، متمنين لهم جميعاً عاماً دراسياً تتحقق فيه الآمال المنشودة، والطموحات المرغوبة، ويتحقق هذا بتكاتف جهود الجميع من مدرسة ومعلمين وأولياء أمور، فالجميع شريك في صناعة هذا المجد من الطلبة.

وتعتبر المدرسة البيت الثاني الذي يقضي فيه الطلبة أغلب يومهم، فهي الحاضنة التربوية لهم ولأفكارهم ومواهبهم، فالمدرسة تتعهد هذا القالب الذي تمّ صياغته من قبل الأسرة بالقيم والأخلاق وبتزويده بالعلم والمعرفة، وتغرس فيه حب المثابرة والاجتهاد، لذلك يجب أن تكون المدرسة البيئة المحفّزة لهم، وتعمل على توفير المناخ التربوي فيها بحيث يوفر فرص بناء قدرات طلابية إبداعية، وأثبت الكثير من علماء التربية بأنّ المدرسة هي المكان المناسب للكشف عن صنّاع المجد من الطلبة من خلال اتّباع المناهج والأساليب المختلفة التي تعمل على دعمهم وتنميها.

والمعلم هو حجر الزاوية في أيّ نظام تعليمي، ويقع على عاتقه الدور الأكبر في صناعة طلبة المجد، وتنمية مواهبهم، وبناء شخصياتهم، وذلك بسبب اتّصاله بهم بصورة مباشرة، فهو حلقة الوصل بين المدرسة والمنزل والمجتمع، فبأساليب تدريسه المتطورة والحديثة، وتوظيف أنماط سلوكية إبداعية من حيث الأنشطة التعليمية وغيرها سيساعد على تنمية قدرات ومواهب صناّع المجد.

وتعتبر الأسرة الداعم الأول لصنّاع المجد، فلها الدور الكبير في رعايتهم، وصناعة المعجزات؛ فالدعم المستمر والمباشر من الأسرة له دور كبير في تنمية قدرات صنّاع المجد، وتحقيقهم لإنجازات متميزة، وكل هذا يتأتى من خلال توفير المناخ الأسري المناسب لهم، وتمكين العلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة، واستخدام الأساليب والطرق المناسبة في صقل مواهبهم وتطويرها.

إنّنا بحاجة ماسّة إلى اكتشاف صنّاع المجد من الطلبة في مدارسنا، فهم الثروة الحقيقية لأيّ مجتمع، وكنزه الثمين، لذا يجب علينا كتربويين أن نهتم بهذه العقول واستثمارها وتنميتها والارتقاء بها بما يعود بالنفع لهذا الوطن؛ ليتمكنوا من الوصول إلى ما يطمحون إليه في مجالات الحياة المختلفة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights