المطالبة باستئناف العمل بمركز العوابي الصحي على مدار الساعة
خليفة بن سليمان المياحي
لقد أولت الحكومة الرشيدة ومنذ بداية عهد النهضة المباركة عام ١٩٧٠م بقيادة السلطان الراحل/ قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه – وامتد هذا الاهتمام بشكل كبير في العهد المتجدد، بقيادة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ولا أحد ينكر ما تحقق على أرض السلطنة من قفزة نوعية في المجال الصحي في كافة ربوع البلاد، بل إن بعض المؤسسات الصحية بالسلطنة باتت يُشار إليها بالبنان في طريقة العلاج، وتقديم الرعاية الصحية ذات الجودة العالية، وما نشهده من نجاح متواصل في بعض العمليات الجراحية المعقدة لأكبر دليل على ذلك، وقد لمست ذلك شخصياً( حيث سبق وأن تعرضت لأزمة صحية، وكنت في رضى تام لما حظيت به من الاهتمام من جميع الكوادر الطبية في كل من مستشفى الرستاق، والمستشفى السلطاني)
ومن هذا المنطلق، ولعلمي بأن المسؤولين من أعلى الهرم، وحتى آخر موظف ينتمي لوزارة الصحة يهمهم راحة المواطن واسعاده، وتوفير كل سبل الراحة، والأمان والسلامة لأبناء الوطن في كل أنحاء البلاد، وولاية العوابي حظيت بالرعاية والاهتمام في هذا الجانب ويوجد بها مستشفى وادي بني خروص بقرية ستال، ومركز العوابي الصحي في العوابي (مركز المدينة) وهاتين المؤسستين، وبما فيها من الطواقم الطبية والإدارية يقومون بجهود جبّارة في تأدية واجبهم الوظيفي والإنساني، والجميع يشيد بمستوى الأداء وما يجده المواطن حين مراجعته من اهتمام بالغ إلى جانب تواصلهم مع أبناء المجتمع لما يتعلق بأمورهم الصحية، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، كل ذلك مما يدل على الحرص الكبير من قبلهم.
لكن مركز العوابي الصحي، وبعد حدوث جائحة كورونا تم تقليص ساعات العمل فيه، فأصبح الدوام من الأحد إلى الخميس يبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحاً إلى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر فقط، وفي أيام الجمعة والسبت والإجازات الرسمية يكون الدوام من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصرا. ويظل مغلقاً حتى اليوم التالي وأنا أعلم بأن هذا التقليص شمل مراكز أخرى في مختلف الولايات بالسلطنة وللسبب نفسه، لكنني ومن خلال كتابتي هذه ألتمس من المسؤولين، وعلى رأسهم معالي الدكتور/ وزير الصحة الموقر النظر باستثناء مركز العوابي الصحي من تقليص فترة الدوام ليكون على مدار الساعة؛ وذلك لأن الولاية والقُرى والأحياء السكنية بها كثافة سكانية كبيرة، ولا يكفي مستشفى وادي بني خروص لاستقبال أبناء الولاية الممتد من قرية الصبيخاء وحتى قرية العلياء بوادي بني خروص، إلى جانب أن بعض الأحيان يتعرض الناس لأمراض طارئة، وإلى أن يصل المريض إلى مستشفى وادي بني خروص أو مستشفى الرستاق يكون قد فارق الحياة ( وقد حدث ذلك أكثر من مرة) ولا شك أن الآجال بيد الله لكن المسلم مطالب بالأخذ بالأسباب، ولربما لو كان مركز العوابي مفتوحاً خلال تلك الفترة لوصلوا إليه بسرعة و لتداركوا الأمر وتم إسعافهم.
إنني أعلم بأن المطالبة بفتح المركز كانت كثيرة ومتواصلة عبر قنوات المراسلات الرسمية، والمسؤولين بالولاية جزاهم الله خيراً يبذلون جهد غير عادي في سبيل تحقيق ذلك، ولكن حتى الآن لم تظهر بوادر لحل المشكلة، لهذا يحدونا الأمل أن تصل هذه المناشدة للمسؤولين المختصين، ويتكرموا بإعادة النظر في استئناف العمل بالمركز على مدار الساعة.