رواية العقول التائهة تابع الجزء الأول ( بائعة الأقلام )
محمد الشهيمي
وعند وضوح الرؤية لدي من المكان الذي جلس فيه الشاب بالأمس، ارتسمت علامات الاستفهام على وجهي، لم يكن أحد يجلس في هذا الكرسي اليوم، رغم الازدحام الشديد في المكان فقط هذا الكرسي لم يجلس به أحد.
سوف أعود إلى سيارتي لأستطيع أن أفكر قليلاً،
وأنا في طريقي إلى العودة إلى سيارتي لا بد أن أمر على مكان جلوسي بالأمس، وفجأة نهض الرجل من الكرسي الذي كنت أجلس فيه بالأمس مسرعًا ذهبت للجلوس في نفس المكان،يا لها من صدفة مكاني الذي جلست فيه بالأمس ربما تكتمل الصدفة و أرى ذاك الشاب الغريب.
انتظرت وأنا أراقب ذاك المكان في أمل أن يأتي ذلك الشاب،
وكأنني في انتظار المطر الذي نركض تحته فرحًا ونتراقص طربًا تحت قطراته الباردة،
و مع مرور الوقت سريعًا بدأت الشمس بالمغيب وعاد المكان إلى الاستقرار..
أنظر إلى ساعتي لأرى أنها *الساعة السادسةوالنصف*
يا إلهي، بقيت عشرون دقيقة عن موعدآذان المغرب علي الذهاب الآن إلى المنزل،
ولكن لا أرى ذاك الشاب و لم أرى تلك المرأة بائعة الأقلام ،
هل ما حدث بالأمس كان حلمًا ؟!
عدت ببطء إلى سيارتي و أنا في الطريق إلى المنزل أحسست بالعطش، سوف أذهب إلى أحد المطاعم القريبة.
:: المطعم ::
– نعم سيدي تفضل؟؟
* إذا سمحت أريد عصير ليمون طازج .
– حسنًا سيدي خمس دقائق سوف يكون جاهزًا..
بعد مرور خمس دقائق.
المفاجأة !!!!
– تفضل سيدي.. شكرًا على زيارتك لنا.
* كم حساب العصير؟!
– شكرًا سيدي لقد دفع أحدهم الحساب و رحل.
* ولكن من هذا الرجل؟!
– يا سيدي لم أقل لك رجلًا أو امرأة فقط قلت لك أحدهم.. ولكن عذرًا سيدي لدي سؤال إذا سمحت لي ؟؟
* نعم تفضل.
– هل أنت ذاك الشاب الذي كان بالأمس يجلس على الكرسي في آخر الطريق بمفرده؟!
بدهشة
* ماذا؟؟!
– عذرًا سيدي .. شكرًا لك سوف أذهب.. هل لديك طلب آخر؟!
* نعم..
– تفضل سيدي..
* من أنت؟!
– أنا عاملٌ في المطعم يا سيدي.
* أين كنت تجلس بالأمس؟!
– في المطعم سيدي..
وفجأة .. صوتٌ ينادي من بعيد.. قطع حوارنا، يا هذا ألم ينتهي طلبي!!! لقد تأخرت لأكثر من عشرين دقيقة، وقد أخبرتني بخمس دقائق يا لك من نادل سييء.
– سوف آتي بطلبك الآن دقيقة واحدة عذرًا سيدي لقد تأخرت عن عملي.
رفعت نافذة السيارة فكانت الدنيا مظلمة لقد غربت الشمس ، و أنا أنظر لذلك النادل وأنظر لذلك الذي قطع حديثنا، وأقول في نفسي ” يا لك من أحمق ” ، ما هذا ؟؟ هل هو كابوس ؟!
من هذا الرجل ؟! ومن الذي دفع عني العصير؟! وكيف تأخرت عشرين دقيقة أو ربع ساعة في حديثي معه وأنا لم أطل الحديث، أدخلت يدي في جيبي لأرى هاتفي لقد وضعته في الوضع الصامت، تذكرت محفظتي أين هي؟!!!
وبسرعة أنرت المصابيح الداخلية في السيارة، وبحثت عنها في كل مكان أين اختفت هذه الآن؟ لم أراها اختل عقلي؟! ماذا جرى لي؟! هل نسيتها في الكرسي الذي كنت جالس فيه؟!
يا إلهي ما هذا التخبط الذي أمر به؟!
أغمضت عيني قليلًا، تذكرت، لقد اشتريت عصيرا أين هو؟!
يا إلهي ما الذي يجري؟!
أووووه انسكب العصير على كرسي السيارة لم أنتبه وأنا أبحث عن محفظتي!!
يااااا له من يوم سييء، وفجأة نظرت إلى شاشة السيارة الصدمة كانت الساعة الحادية عشر، كيف؟! هاتفي!!
أخرجت هاتفي من جيبي
اووووه أمي اتصلت لأكثر من خمس مرات، ماذا حصل!!
أعاود الاتصال بأمي لا أحد يرد، أتصل بأخي لا أحد يرد، ارتفع لدي التوتر والقلق، الساعة الحادية عشر الآن أدرت سيارتي متجه بسرعة إلى المنزل، وصلت أخيرًا دخلت إلى المنزل مسرعًا.
أمي.. أمي.. أمي ، نائمة.. الحمد لله، سوف أذهب أنا كذلك إلى غرفتي بعد يوم كئيب،
اوووه هذه محفظتي لقد نسيتها في غرفتي،
غرفتي التي أسميتها ( وكر الأمان ).
قبل النوم أرتب جدول الغد
سوف أذهب إلى ذاك المطعم، مبكرًا قبل الذهاب إلى ذاك المكان الجميل، اوووه نسيت سوف أعتذر غدًا من أمي بسبب تأخري اليوم، الآن أرتب أفكاري. لكي أحل لغز اليومين الماضيين، ولكنني أشعر بالنعاس، مهلاً
من ذاك النادل؟
تذكرت ياإلهي إنها هي نعم هي.
المرأة التي قطعت الحديث في المطعم أنها نفسها التي قاطعتني عند انشغالي في التفكير بذاك الشاب..
من هذه المرأة؟!
هل هي التي دفعت عني الحساب في المطعم؟!
ما الأمر لماذا تلاحقني؟!
باب غرفتي يُطرق .
– نعم تفضل؟!
* عذرًا أخي. أين ذهبت؟! أمي تسأل عنك، وتقول ليس من عادتك أن تتأخر!!
– اتصلت بك فلم ترد ،
* هاتفي في الشاحن ولم أنتبه له وأنت وصلت سريعًا.
– حسنًا سوف أتحدث معها غدًا وأسألها ،،
* من هي؟!
– أمي..
* تسألها عن ماذا؟!
– لم أقل أسألها،،
* بلى، قلت أتحدث معها وأسألها.
– أخي أنا مرهق سوف أنام،،
* حسنًا سؤال
– تفضل أخي و لكن بسرعة لأنني مرهق..
* متى تنتهي إجازتك؟!
– أتمناها غدًا ولكن بعد أسبوع.
* لماذا تتمناها غدًا؟!
– أخي ، غدًا نتحدث.
* حسنًا تصبح على خير ولا تنسى تعتذر من أمي، وتسألها أن كنت تريد سؤالها عن شي يشغل بالك.
– أغلق الباب خلفك .
انتظروا الجزء الثاني ،