أبنائي المعاريس – الجزء الثاني
أسماء المخينية – الغبر
… … …. ….. … …. …. …
ابنتي الأميرة العروس الجميلة : –
بارك الله لك زواجك وهنيئا لك بمن فاز بك كملكة قلب، وسيدة بيت، وأم مثالية بإذن الله.
كل فتاة تتمنى أن ترتدي ذاك الفستان الملكي وتتباهى بخطواتها السندريلية الجذابة، وتتميلح وتتغلى بجمالها وأنوثتها، وهي تتربع عرش قلب شريك حياتها وأمير حلمها.
وأُمنية الزواج فطرة قد خلقها الله في بني آدم، فالحمد لله على فضله ورحمته ولطفه.
ابنتي ..
الزوج هو السكن أو الوطن الجديد الذي سترحلين إليه وقد بلغتي عمرا مناسبا له فأُولى خطواتك حين يأتيك من تهوين صحبته ( صلاة الإستخارة ) استخيري الله ولن يخيب الله لك سعيك ما دمتِ أخلصتِ الرجاء وأتممتِ الدعاء لوجهه الكريم، ثم يا حبيبتي لا تجعلي أسباب التمني بارتداء الفستان وتباهي الاختيار وتقليد الصديقات كقول صديقتي: “إذا انخطبتُ أنا أيضا أول من يطرق بابي سأوافق عليه” أو أنك سئمتِ العيش في بيت والدك هو سبب قبولك، لا لا انتبهي كثيرا وفكري كثيرا واستشيري، فلا بأس في ذلك ولا عيب، واعلمي بارك الله فيكِ أن الزوج: هو حياة طويلة الأمد وأنتِ وهو من بيدكم هذا الأمر.
صغيرتي…
الحياة الزوجية محطاتها كثيرة وكثيرة جدا وأول محطاتها عقلك الراجح وفكرك الرزين، وشخصيتك المهذبة ثم تأتي بعد ذلك عاطفتك الجياشة ودلالك المتقن وعنفوانتك الساحرة، وأخيرا خُبثكِ الأنثوي النقي، فأمّا عقلك الراجح: هو حفظ الأسرار الزوجية لزوجك والحياتية مع أهله؛ فأسرار زوجك لا يحق لاحدٍ أن يعرفها مهما كانت شخصيته ومهما كان أسلوبه.
جددي من ايجابياته ونظمي سلبياته انظري إليه كطفل واسقيه من دلو حنانك عطفا ونهر حبكِ شغفا، حاولي فيه ما استطعتِ إن قلَّت خبرته العاطفية وغابت الرومانسية من فهرس حياته أخبريه عن كل ما يحب قلبكِ ليحققه لك وإن كنتُ أثق يا ابنتي أنه ليس مهندا ولا قيسا ولا عنترة ولكن حاولي لعل وعسى.
ومن حفظ الأسرار يا حبيبتي هو حال أهله بخيره وشره بكثره وقلته بحلوه ومره اكتميه ولا تتكلمي عنهم بسوء ما دمتِ في بيتهم إن أحببتِ اذكري المحاسن لعافيتك واخفي المساويء لسلامتك وكوني أخت لأخواته وابنة لوالديه ومعروفة لأقاربه، وكل ذلك بطيبك وحسن معاشرتك وحضورك الذهني والعقلي والفكري الناجح في كل معاملاتك.
الزوج يا بُنيتي بحر غزيز، تعلمي كيف تسبحي فيه بصبرك وهدوءك وأنوثتك، كوني له كل شيء حين ليكون لكِ كل شيء واخرمي اذنيه بأنكِ معه شيء وبدونه شيء، شاركيه شاوريه شدي بيده إلى الخير لك وله، وكوني المرأة العظيمة وراء رجل عظيم، ابتسامتك هي سر جمالك، وانصاتك هو قربك لقلبه، وجمالك وعطرك وغيرتك ودلالك وتفاصيل أنوثتك: هي الغطاء الذي يغطي عيناه فلا يرى دونهما شيء، لا بد أن يتذوق لقمة من طبقك الذي أعددته له، ويسمع شوقك حين يسافر عنك أو يغيب ولو حتى يوم، يحب استئذانك إذا خرجتي من البيت ويحب استشارتك في بعض الأمور التي يجب أن يعرفها عنك، ودائما يا ابنتي تريثي في الحكم على كل شيء وتبيني إذا دخل الفاسقين بأنبائهم الكاذبة بينكم حفظك الله وزوجك من الحاسدين والمنافقين والأشرار.
وأخيرا يا سيدة الغرام ومليكة الإحساس ابحثي عن لغة الحب التي يحبها زوجك واشبعيه منها حتى يكتفي بها معك أنتِ فقط، تثقفي بالكتب المفيدة واقرئي عن حياة الصحابيات الجليلة واسمعي عن أُمهات المناضلات المخلصات.
ويا فلذة كبدي إياكِ والتسول العاطفي الذي سأخبرك عنه في قادم الأيام بإذن الله تعالى .
بارك الله زواجك وأسعدك أبد الدهر وجعلك الزوجة الأولى والأخيرة في حياة وقلب من أختارك شريكة لحياتك ..
وهذه العبارة قرأتها فأحببت أن أهديك إياها لتحفظيها وتفهمي معانيها :
__________
” لا تتمسّك بعقلك دائماً، فالحياة ليست عقلانية،
ولا تفكّر بقلبك دائماً، فالحياة لا تهتم بالعاطفة فقط.
وازن بين قلبك وعقلك ما أمكن ، حافظ على كرامة قلبك من التهميش، وعلى عقلك من الاستخفاف به ..
لا أحد يستحق كل هذا الإندفاع.