أراك
د. يعقوب اللويهي
على رغم اشمئزاز الحواريين حين وصفوا جيفة مروا عليها :” ما أنتن ريحها” إلا أن عيسى عليه السلام قال :” ما أجمل بياض أسنانها”!
فكان جليًا ذلك الأثر الذي يلفت النظر ويجذب البصر لجمال بريقه وحسن تنسيقه، وعلاوة على كونها علامة للجمال فهي مظهر للنظافة والاهتمام، ولا يغيب عنا هدي المصطفى حين دعا بالاهتمام بصحة الفم والأسنان، فقال :” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب”، وقال أيضاً :” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك دبر كل صلاة”.
فلا ريب أن الاهتمام بصحة الفم والأسنان أحد ركائز الرعاية الصحية الأولية، فأصبحت عيادة الأسنان جزءًا من هذه المنظومة الصحية التي أخذت على عاتقها تقديم نطاق واسع من الرعاية الصحية لكافة الفئات العمرية، جاعلة نصب عينيها رسم الابتسامة البرّاقة على مرتاديها.
وقد كان عود الأراك لا يفارق من سبقنا في الأجيال الماضية كمظهر من مظاهر الاهتمام والنظافة الشخصية، واتباعاً لسنة الحبيب المصطفى.
ومن اللطائف أن هذه العيدان البسيطة كانت الهدية التي قدمها ذلك الفقير الذي رافق جماعة من الأعيان وهم حاملون معهم الهدايا الثمينة إلى الأكحل المنجوي صاحب ظفار، فقام بشكرهم وإكرامهم، وحين جاء دور هذا الفقير قدم له العيدان وقال:
جعلت هديتي لكمُ سواكا
ولم أقصد به أحداً سواكا
بعثتُ إليك عودًا من أراكٍ
رجاءً أن أعود وأن أراكا
فأكرمه الأكحل بما أكرم غيره!