صدرٌ صامت
د. يعقوب اللويهي
وفي قوله تعالى :” ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء”
ذكر الطبري في تفسيره: ” أنه من شدة الضيق لا يصل إليه الإيمان وليس للخير فيه منفذ”.
وضعتُ السماعة لذلك المريض الذي تم إدخاله إلى غرفة الطوارئ فلم تلتقط سوى هدوءٍ تامٍ وكتمان حيث لا حركة للهواء فقد أُغلقت المنافذ وحُبس الصدر تمامًا فأصبح صامتًا.
اعتدتُ سماع الصفير الناجم من حركة الهواء كأنه صوت ريح عاتية خلال القصيبات الهوائية المتضيّقة حيث يجاهد فيها المريض لإدخال الهواء إلى رئتيه بعد أن تعرّض لنوبة ربو حادّة وحين اشتدّ الأمر – كما حدث عند هذا المريض – انسدّت فتوقف الصدر عن الحركة فأصبح “صدرًا صامتًا” وتلك أقسى درجات الربو.
لا يستطيع الواحد منّا إخفاء هلعه من ذلك المنظر الذي يصارع فيه مريض الربو للحصول على نسمة هواء تجدد فيه الحياة.
كل ذلك قد يكون بسبب مهيّج بسيط انعكست ردة الفعل تجاهه بشكل مفرط في هذا الشخص الذي يُصبح فيها معرّضًا لهذه النوبات بسبب الحساسية المفرطة لديه.
كم من شخص أُصيب بهذا المرض وهاله ذلك الضيق الكاتم على صدره والذي ما إن يُسِعف نفسه بالأدوية إلا وحسّ بالفرج وراحة البال.
أصبح برنامج العناية بمرض الربو بمثابة مخرج نجاة لكثير من المرضى والذي لا تكاد تخلو مؤسسة في الرعاية الصحية الأولية من عيادة خاصة بالربو لتقديم كل العناية والنصائح اللازمة لهم فكل الشكر للذين يحوّلون ضيق الصدور إلى رحابة وسَعة.