تصنيف الجامعات العالمية حسب مؤشرات مراكز التصنيف الدولي
صالح بن محمد خير الكعود
باحث وطالب دكتوراه في تنمية الموارد البشرية
الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا
هناك مراكز دولية عريقة تعمل على تصنيف الجامعات العالمية وفقاً لمعايير معتمدة ومن أشهر مراكز التصنيف:
تصنيف QS، تصنيف Timesوتصنيف شنغهاي.
غير أن هذه التصنيفات تختلف في المعايير التي يتم على أساسها تصنيف وترتيب الجامعات.
والسؤال المهم هنا أيّ من هذه التصنيفات أفضل من حيث السمعة والشهرة والمصداقية وقادر على تقييم وتصنيف الجامعات فعلياً؟
في الحقيقة لا يوجد اتفاق بين الخبراء على معايير التصنيف إضافة إلى أن لكل تصنيف فلسفته ومنهجيته ومؤشراته وآلية عمله. ويمكن أن نستعرض بشكل مجمل معايير التصنيف لكل مؤشر:
تصنيف QS وتقوم به مؤسسة كواكواريلي سيموندز Quacquarelli Symonds البريطانية سنويًا ويعتمد في ذلك على رفع مستوى المعايير العالمية الخاصة بالجامعات، فهو يهتم بالمستوى العلمي للجامعات والكليات وتعزيز دورها في البحث العلمي، وكذلك تعزيز ثقة أصحاب العمل بالطلاب الخريجين ويتم اختيار أفضل ٥٠٠ جامعة على مستوى العالم.
يعتمد مؤشر QS على معايير ومؤشرات ستة لتصنيف الجامعات عالمياً وهي على التوالي:
السمعة الأكاديمية للجامعة في مجال التعليم 40%، سمعة الجامعة في قطاع الأعمال 10 %، نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة 20% ،نسبة الاستشهادات Citation إلى أعضاء هيئة التدريس خلال آخر خمس سنوات 20%، نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب 5 %، وأخيراً نسبة الطلاب الدوليين 5 %.
أما تصنيف الجامعات العالمية وفقاً لتصنيف Times فهو تصنيف سنوي للجامعات يُنشر من قِبل مجلة تايمز للتعليم العالي التي كانت تتعاونُ معَ بعض الشركات الناشئة للقيام بتصنيف الجامعات العالمي QS كيو إس وذلك في الفترة المُمتدة من 2004 وحتّى 2009 قبل أن تتحول المجلة للتعاونِ معَ تومسون رويترز في نشر نظام التصنيف الجديد عام 2010.
وهو تصنيف يعتمد على خمس معايير رئيسية وثلاثة عشر مؤشراً فرعياً على النحو التالي:
مؤشر بيئة التعليم الجامعي 30 % وضم مايلي: (السمعة الأكاديمية في قطاع الأعمال، نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة، نسبة درجة الدكتوراه الممنوحة إلى درجات البكالوريوس، نسبة درجات الدكتوراه الممنوحة إلى أعضاء هيئة التدريس، دخْل الجامعة من البنى التحتية والمرافق)، البحث العلمي 30 % ويضم المؤشرات التالية: (السمعة الأكاديمية للبحث العلمي، الدخل من البحث العلمي، إنتاجية البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس)، الاستشهادات 30 % ويضم المؤشرات التالية: ( الاستشهادات من البحوث العلمية المنشورة من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة)، البُعد الدولي 75 % ويضم المؤشرات التالية:( نسبة الطلبة الدوليين، نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب، التعاون الدولي البحثي)، واخيراً الدخل الناتج من الصناعة من خلال تحويل المعرفة 2.5% (الدخل الناتج من الصناعة من خلال تحويل المعرفة).
تصنيف شنغهاي أيضاً تصنيف معروف وقد صُنف من قبل معهد التعليم العالي التابع لجامعة شانغهاي جياو تونغ ويضم كبرى مؤسسات التعليم العالي مُصنفة وفقاً لصيغة محددة تعتمد على عدة معايير لتصنيف أفضل الجامعات في العالم بشكل مستقل.
ويقوم هذا التصنيف على فحص ألفي جامعة في العالم من أصل قرابة عشرة آلاف جامعة مسجلة في اليونسكو امتلكت المؤهلات الأولية للمنافسة.
ويضم أربعة مؤشرات رئيسية:
جودة التعليم 10% (وهو مؤشر لخريجي الجامعة الذين حصلوا على جوائز نوبل وأوسمة فيلدز)، جودة هيئة التدريس 40 % (وهو مؤشر لأعضاء هيئة التدريس الذين حصلوا على جوائز نوبل وأوسمة فيلدز- ومؤشر للبحوث الأكثر استشهاداً Citation)، مخرجات البحث 40% (وهو مؤشر للمقالات المنشورة في مجلتي Nature , Science – ومؤشر المقالات الواردة في دليل النشر العلمي الموسع ودليل النشر للعلوم الاجتماعية والإنسانية) وحجم المؤسسة 10% ( وهو مؤشر للإنجاز الأكاديمي نسبة إلى المعايير أعلاه).
من خلال قراءة سريعة للمؤشرات السابقة نرى أن هناك اختلافاً في المعايير المعتمدة تبعاً لكل تصنيف، كما إن الأوزان النسبية لكل معيار تختلف من مؤشر إلى آخر، وهذا يؤدي بالتالي إلى اختلاف في تصنيف الجامعة تبعاً لكل مؤشر.
الأمر الآخر الذي يجدر الإشارة إليه هنا أن تصنيف الجامعة المتقدم لا يعني بالضرورة أن هذه الجامعة متميزة في كل التخصصات، على سبيل المثال جامعة الملايا في ماليزيا Malaya University تصنف 70 على مستوى العالم وجامعة بوترا الماليزية University Putra Malaysia تصنف 159 على مستوى العالم، لكن جامعة بوترا تصنف أفضل على مستوى البحوث الزراعية، وكذلك الجامعة الماليزية التقنية University Technology Malaysia تحتل المرتبة 217 لكنها أفضل من جامعة UM في التخصصات التقنية والهندسية، وعليه يجب أن لا تُعتبر هذه المؤشرات نهائية فهي تُعتبر مؤشرات لازمة لكن غير كافية وتؤخذ مع غيرها، ويمكن للباحث البحث والاستقصاء عن المزيد من التفصيل عن الجامعة المقصودة والبرنامج المطلوب قبل اتخاذ القرار النهائي بالدراسة فيها أو النشر لديها أو التدريس ضمن طاقم عملها.