تحية وتقدير
الدكتور/ سعيد بن راشد الراشدي
قال الله تعالى في محكم التنزيل: ” وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” الآية (2) من سورة المائدة.
من خلال هذه الآية الكريمة يتضح لنا أن الله سبحانه وتعالى يأمر عباده المؤمنين بالإعانة على عمل الخيرات ويتمثل ذلك في مختلف أنواع البِر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم.
ولقد مرت بلادنا العزيزة في الأيام الماضية بأنواء مناخية مختلفة، أدت لهطول كميات كبيرة من الأمطار على بعض محافظات وولايات السلطنة، سالت على أثرِها الشِعاب والأودية؛ مما أدى إلى تأثر بعض الطرق بسبب تراكم المياه، وأدى كذلك لبعض العقبات والأضرار بمستخدمي الطرق والسكان.
وهنا تتجلى اللحمة الوطنية العمانية التي يتمتع بها الشعب العماني الأصيل كافة بمختلف شرائح المجتمع، وهي ليست بغريبة على الشعب العماني الأصيل الذي تربى على مثل هذه القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، فتماسك الشعب العماني كافة أمام الأنواء المناخية السابقة إنما هو دليل واضح على هذه اللحمة الوطنية العالية.
وكيف لا، وخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم قال فيهم: ” لو أن أهل عمانَ أتيت فما سَبُوك ولا ضَربُوك “.
ترتسم تلك اللحمة الوطنية في الدور الفاعل والكبير الذي يبذله الرجال البواسل في الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بمختلف أفرادها ومنتسبيها، وكذلك أبناء هذا الشعب الكريم من خلال متابعتهم ووجودهم في مختلف الميادين والطرق المتأثرة بهذه الأجواء؛ ليسخروا كل ما لديهم من إمكانات ويقدموا المساعدة للمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، أرض المحبة والسلام.
ولنا في رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في مثل هذه الأمور، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله” رواه أحمد وأبو داؤود والبخاري.
هنا كان لزاماً علينا أن نقف وقفة إجلال، وشكر وعرفان لكل منتسبي الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف على كل ما يبذلونه من جهد مبارك، وكل تضحية مخلصة منهم في كل بقعة من بقاع الوطن العزيز.
وأخيراً وليس بآخر ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكلل عمل كل المخلصين لهذا الوطن العزيز، بكل نجاح، وكل توفيق، وأن يحفظهم ويحميهم من كل سوء. وأن يحفظ الله عماننا العزيزة، وسلطاننا المفدى هيثم بن طارق المعظم، ويسدد على الخير خطاه، وأن يؤيده بالحق، ويؤيد الحق به، إنه سميع مُجيب الدعاء.