كل المحامد جَمَعَهَا أبو زايد
كتب الدكتور: حميد بن مهنا المعمري
احتدم النزاع وتعالت الأصوات بين ضمير الأنا ومداد القلم، من هول الخطب والفقد الجلل الذي حلّ بساحتنا، في أن تكون ثمّة وقفة صادقة على إثر فقيد حاجر بني عمر، العم خليفة بن سيف المعمري الذي نعته القلوب وذُرِفت لفقده الدموع ليلة أمس، مع صراع لمرض العصر-أذهبه الله عنّا- لم يدم طويلا، تاركا خلفه إرثا عظيما، (مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)، وبعد صراع شديد أوشك أن يهلك الحرث والنسل بين ضمير الأنا ومداد القلم اندحر فيه مداد القلم على الرغم من قوة حجته التي أدلى بها بكل بسالة أمام قاضي القضاة وهي خشيته من التقصير وعدم الوفاء وتبعثر الحروف لصياغة الكلمات والعبارات التي تليق بقامة مخضرمة مسقط رأسها حاجر بني عمر، وقد استقت همّتها العالية من جبال وادي الحاجر الشامخة، وغذّت شكيمة عزيمتها من جريان الفلج الغربي، وشقّت طريق صمودها، من ثبات بيت العود الصامد في وجه أعتى الأعاصير المرعبة، ونحتت ببسالتها المجد المؤزّر على صفحات جبل قرن الشعرة، وأغرقت التحديات والصعوبات وما أكثرها في أحواض وادي الحاجر الطبيعية كجباة الجشرة وجباة المخيليف وجباة شرجة القفص، لتسير سيرا حثيثا في تحقيق الأهداف والأمنيات.
بكى وادي الحاجر وحُق له البكاء، لأن كل شبرٍ فيه يذكّره بأبي زايد، الذي لم يتوانَ في يوم من الأيام في بذل ما بوسعه بذله من رفع شأنه وإعلاء كلمته، حتى إنّ جبل الرابية نعاه قبل وفاته بأيام حينما انسكبت دموعه غِزارا وفاضت سالكة أودية في شعاب (شراج) الحاجر :الرخامية والشويعي والخريص وازداد جنون شرجة المجنونة بخروجها المجنون.
عزاؤنا فيه أنّ بلدة الحاجر ولّادة للفحول الأفذاذ منذ الأزل وإلى يومنا لا نعدم الخيّرين الذين تلفظهم أرحام الأمهات، ثم تضمهم الأرض إلى بطنها.
عَظُم الخطب واحلولك الظلام وزدادت العتمة واشتد وخز الألم، لكننا لا نقول إلا ما يُرضي ربنا{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}؛ لأنه الطريق الوحيد الذي سيسلكه الجميع بلا استئذان، ولنا ولأسرته صادق العزاء وعظيم المواساة فأحسن الله عزاءكم وعظم الله أجركم وأخلف الله لكم الأجر والثواب..
بقلمي الفاني أبو المهنا المعمري..
حاجر بني عمر
22/ 7/ 2021م