قَصْعَة
د. يعقوب اللويهي
لم يَعد ثُلثًا ، بل ثُلثين وربما أكثر! فاختلّت الموازين واعتلّت الأعضاء وتضررت، وكثرت الشكوى والعلل!
ولم تكن لُقيمات يقمن صلبه بل لَقَمات إثر لَقَمات إلى أن تحولت إلى لَكَمات تؤذي جسده وانتقل بطن التلفاز القديم الممتلئ إلى الناس فأصبح التلفاز نحيلًا وانتشرت البطون الممتلئة في أجساد الناس.
ما أبلغ الهدي النبوي في التوازن الغذائي حين قسّم حاجة الإنسان في مأكله ومشربه ونَفَسه الذي قال عنه الطبيب ابن ماسويه لما قرأ الحديث :” لو استعمل الناس هذه الكلمات، سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطّلت دكاكين الصيدلة”.
وبالرغم أن حاجة الإنسان البالغ من السعرات الحرارية في اليوم هي في حدود 2000 إلى 2500 سعرة حرارية إلا أنها لا تعتبر الشيء الكثير مقارنة بكمية ونوعية الأطعمة التي استولت على معظم قائمة الطعام اليومية لدى الأفراد فأصبحت المشكلة ليست في الكم فقط وإنما في النوع أيضا فالأطعمة المصّنعة -التي غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات- امتلأت أرفف المطابخ بها!
لفتة بسيطة إلى العادات الغذائية اليومية كفيلة بأن تُحدث فرقًا. قَصْعةٌ تتوسط المائدة فيأخذ كلّ فرد قدر حاجته يستطيع بذلك أن يعرف كمية الأكل الذي يتناوله، وقِسْ على ذلك الكثير من التغييرات البسيطة التي تُسهم في إرساء أسلوب غذاء صحي.
وليس أخبر بوسائل التغيير ومصادر التغذية الصحية كفني التغذية التي أوْلت وزارة الصحة اهتمامها بأن عززّت مراكز الرعاية الأولية بهم لتقديم كل النصائح في هذا الجانب، وكما يقول الطبيب العربي ابن كلَدة: “المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء!” فاختر طعامك بعناية.
القَصْعة: وعاء كبير من الخشب غالبًا يُتّخذ للأكل