قيود لا تنكسر
بقلم /إلهام بنت سالم السيابي
الاختيار وتحمل نتيجة الاختيار هي أمور مسلم بها نعيشها بجو من القلق والتردد والخوف ولكن يأتي اليقين ووضوح الرؤية ليشع نور الأمل من جديد، ولكن أن تعيش لحظات الاختيار وأنت متحسر لا تعرف لما تم الاختيار بالفعل مؤسف حقا، أحيانا كثيرة نقوم باحصاء الأمور الإيجابية والأمور السلبية، والصفات المحببة والمقربة والصفات الذميمة وغير المستحبه، لأجد أحيانا كثيرة صفات في شخصي لا أتحملها انا ولكني أطالب الآخرين بأن يتحملوها ورغم ذلك أجد الطرف الاخر لا يتذمر ولا يتحدث عنها لربما لأنه قد تعوًد عليها ولكن؟!! عندما تبحث عن سبب المشاجرة تجدها من أتفه الأسباب، قد تكون، مجرد انشغال الطرف الآخر بالعمل تقيم الدنيا و تقعدها، هكذا ابتسمت حنان لكل الأفكار التي أغضبتها وهي تنظر لزوجها الجالس على أريكته البيضاء بكل هدوء غير مبال بغضبها، بدأت تفكر لما تزوجته؟؟ هو اختيار ولكنها بكل ثقة ترد على ذاتها لتقول: اختيار صائب، برغم الصفات الكثيرة التي تكرهها فيه إلا أنها تجد فيه صفات رائعة لن تجدها في أحد غيره، يكفي أنه ملتزم بصلاته ويحب أهله بكل إخلاص وهو دائما الحضن الأقرب للجميع، متسامح، ولكنه رغم كل ذلك سياسي محنك ينصت باهتمام ويجيب باختصار، حديثه موزون وقراره لا يمكن لأحد أن يسخر منه أو يواجهه فيه .
توقفت عقارب ساعتها لابد انها معطله ولكنها استطاعت أن تسترجع أنفاسها بهدوء، والأهم من كل ذلك فبعد كل السنوات التي عاشتها معه، هي تحبه، شعور غريب، لم تكن تعرف معنى الحب لأنها كانت صغيرة جدا على الزواج، فسن الثالثة عشر كيف لها أن تعرف أغوار الرجال وطموحات الشباب، ولكن أباها وجد فيه الرجل المناسب لابنته الصغرى لتكون شمعة تنير حياته، كان صعبا عليها أن تفهمه ولكنها عاشت وسط عائلته فتربت عند أمه ولم تقصر معها بشيء ولكنها لم تكن بنظر زوجها الا امرأة مغلوب على أمرها، لم تكن ترفض أي رأي ولم يكن لها رأي في الأصل، كانت تحب استكمال دراستها الإعدادية غير أنه لم يتركها تفعل بل جعلها تنشغل بتربية أطفاله الذين أخذت بولادتهم بالتتابع فانشغلت ولم يعد لها وقت حتى لنفسها، بقي هو يبحث عن هدفه في الحصول على امرأة أخرى متعلمة ومثقفة ولكنه لم ينتبه لتلك المرأة التي أفنت حياتها كلها له، تزوج غيرها بكل برود وأعلمها بالخبر وقال لها :وهي تظنه ذاهب لعقد قران أحد أصحابه: الن تقولي لي مبرووك؟؟
لما؟
اليوم عقد قراني!
قالها وهو يضحك فضنتها طرفة وهي تقول انت دائما َمعرس في نظري، ولكن الأمر تأكد من تعليقات أمه وهي تبارك له وتهنؤه، أحست بخنجر يغرز في قلبها ،
((سامحيني)) قالها بعد أن جاءها باكيا ومعه ثلاثة أطفال من الأخرى التي لم ترغب به كزوج مدلل بل أرادت بنك مستنزف ليحقق لها رغباتها وصغر سنها كان هذا الأمر الذي قصم ظهر البعير، لم يعد يهتم لدلالها وإهمالها لبيتها وأولادها أصبحت الرؤية واضحة له الان، عاد جارا معه أذيال الخيبة طالبا من زوجتة الأولى أن تقوم بتربية أبنائه من زوجته الأخرى، لم ترفض بل بكت وهي تحتضن وجهه قائلة :ابنك ابني وابنتك ابنتي سأتكفل بتربيتهم كما تحب.
ولكن هذا الأمر كان صعبا جدا عليها لم تكن تتحمل دلعه لابنته و كثرة دلاله لهم وتنفيذ طلباتهم قبل طلباتها المنسية، ما زالت تخاف أن يأتيها في يوم ما بطفل آخر من امرأة أخرى، الخوف من المصير معه كقنبلة موقوتة، لم تعد تعرف ماذا عليها أن تفعل؟؟!