العلاقات العمانية السعودية
أحمد بن علي المقبالي
– تُعتبر العلاقات العمانية السعودية من أقدم العلاقات بين أسرتَي الحكم اللتَين تُعتبران من أقدم الأسَر الحاكمة في العالم إذ وصلت أسرة آل سعيد وآل سعود للحكم بشكل متزامن تقريباً عام ١٧٤٤م.
– بدأت العلاقات العمانية السعودية منذ العام ١٨٠٠م وإلى اليوم أي حوالي ٢٢١ عاماً وما زالت مستمرة ولن تنقطع إن شاء الله تعالى فهي علاقات أخوّة وجوار ومصالح مشتركة.
– دخل الخليج العربي في أتون صراع دولي خطير جداً منذ العام ١٩٦٤م إلى العام ١٩٧٦م أي حوالي ١٢ سنة، أحداث هذا الصراع السياسية والعسكرية وخطورتها فرضت على دول الخليج نبذ خلافاتها جانباً والوقوف بشكلٍ متّحد ضدّ هذا الخطر المحدق بالجميع الذي لو نجح في عمان لاجتاح دول الخليج كلها وهو ثورة ظفار والدعم الصيني – السوفيتي الشيوعي لها (( يقوم معدّ هذا المقال بكتابة سلسلة مقالات بعنوان صراع العمالقة في إقليم ظفار العماني بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي من العام ١٩٦٥م إلى العام ١٩٧٦م عن ثورة ظفار )).
– في يوم ٢٣ يوليو عام ١٩٧٠م وصل إلى سدّة الحكم المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد -رحمه الله- الذي أدرك فور تسلمه السلطة ما يواجهه من ملفات صعبة وشائكة.
– كان لدى السلطان مشكلتين أساسيتين وهما:-
١- التمرد أو الثورة في ظفار.
٢- المعارضة العمانية في المملكة السعودية.
– كان جلالته رحمه الله بحاجة إلى إغلاق أحد الملفين سريعاً حتى يتفرغ للآخر كما أنه يحتاج إلى تغيير الصورة السلبية لعمان في عيون وعقول الدول الإقليمية والدولية.
– قام جلالة السلطان قابوس بزيارة تاريخية للمملكة العربية السعودية وذلك في يوم ١١ ديسمبر عام ١٩٧١م وكان في استقباله جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود.
– بعد اجتماعات مكثفة بين الجانبين بُذلت خلالها جهود كبيرة لمحاولة حلّ الخلاف بين السلطان والإمام غالب بن علي الهنائي ولكن لم يتم التوصل إلى حلّ يرضي الطرفين رغم الجهود التي بذلها جلالة الملك فيصل.
– وافقت المملكة السعودية على قطع جميع التسهيلات والإمدادات والمساعدات التي تقدمها للمعارضة العمانية بمختلف أشكالها وأنواعها وتمّ فتح صفحة جديدة في العلاقات العمانية السعودية.
– خلال زيارة جلالته تم حلّ جميع المشاكل العالقة بين البلدين وأفرزت هذه الزيارة الكثير من النتائج وهي:-
١- اعتراف المملكة بسلطنة عمان.
٢- تم حلّ مشكلة البريمي بتجاهلها.
٣- أيدت السعودية عضوية عمان في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
٤- حصلت عمان على تأييد السعودية لها أينما احتاجت لذلك، وهذا الدعم يعتبر أهم وأكثر وزناً من تأييد دول أخرى.
٥- مركز ممتاز سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للسعودية في عمان.
٦- حلّ مشكلة الدعم السعودي للمعارضة العمانية على أراضيها وبشكل كلّي ونهائي وتم إغلاق هذا الملف.
٧- أصبحت عمان أكثر من مستريحة وبشكل خاصّ من الحصار الذي تحاول بعض الدول فرضه عليها.
٨- الحصول على مساعدات سعودية كانت عمان بأمسّ الحاجة إليها والتي بلغت اكثر من ١٠٠ مليون دولار أمريكي وذلك في العام ١٩٧٢م وهي كالتالي:-
١- صفقات أسلحة بلغت ١٥ مليون دولار امريكي.
٢- مائة مليون دولار أمريكي لمشاريع البنية التحتية كتعبيد الطرق في ظفار والمستشفيات والمدارس وغيرها من الأمور المهمة.
٣- حساب مفتوح لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية على حساب السعودية.
٤- تحمّل السعودية تكلفة ٣١ طائرة من نوع: ((هوكر هنتر)) كان السلطان حصل عليها من الأردن التي زارها عام ١٩٧٤م.
٥- تحمّل السعودية تكاليف الطيّارِين الذين قادوا الطائرات من الأردن إلى عمان.
٦- تزويد عمان بعتاد خفيف وذخيرة لعدد من طائرات ((باك سكاي ماستر)).
٧- وجود بعثة عسكرية سعودية دائمة في عمان للقيام بمهمة الاتصال العسكري بين البلدين.
– في يوم ١٢ من شهر مارس لعام ١٩٩٠م تم التوقيع في مدينة الرياض على وثيقة ترسيم الحدود بين سلطنة عمان والمملكة العربيه السعودية والتي تبلغ حوالي ((8.756 كيلو متر))
– عام ١٩٩٥م تم التوقيع على الخرائط النهائية في مدينة الرياض وأودعت لدى اللجان المختصة.
– وبهذا تم حلّ جميع المشاكل العالقة بين الدولتين الشقيقتين. وقد تبادل الطرفين الكثير من الزيارات سواء على مستوى الرؤساء أو على المستويات الوزارية أو اللجان مختلفة التخصصات.
– تعتبر زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز ترسيخاً حقيقياً للعلاقات المثالية بين الدولتين الشقيقتين ترتكز على قاعدة تاريخية قوية من التعاون المتبادل بينهما.
– حفظ الله البلدين وأدام عليهما المحبة والوئام وأدام جلّ في عُلاه على الشعبين الشقيقين هذا الإخاء إلى الأبد وجميع الأشقاء الخليجيين.
المصادر:-
١- ظفار الثورة في التاريخ العماني المعاصر.
المؤلف:-
محمد سعيد دريبي العمري.
٢- ظفار الصراع السياسي والعسكري في الخليج العربي ١٩٧٠م- ١٩٧٦م.
المؤلف:-
رياض نجيب الرئيس