على غفلة يرحل الأحبة
مريم بنت إبراهيم الفارسية
تفيض المستشفيات بقصص مؤلمة عن فقدان أحباب رحلوا تحت وطأة الفيروس الحاصد آلاف الأرواح. ولعل من أقسى فصول تلك المعركة مع وباء كورونا، رحيل المرضى وحيدون دون عائلاتهم، في غرف باردة موحشة.
إنه زمن الكورونا وقد حرق قلوبنا بلوعة الفراق، وقد تبدلت ملامح هؤلاء الأبطال بموتهم وحدهم في تلك الغرف، بعيدا عن دفء العائلة وأنفاس محبتهم، فالموت يحترم مواعيده وهو لا ينتظر أو يحابي أحدا، لأن ساعة الرحيل قد حانت ولا بد للقطار أن يقلع في الوقت المناسب.
نعم هو زمن موبوء، نشتهي فيه أن ندفن موتانا ونودعهم ونبكي فوق رؤوسهم ونشم رائحتهم للمرة الأخيرة قبل أن يرحلوا، فيها هم يغادرون وحدهم بصمت، ومن كان يتوقع يوما أن نحرم أبسط حقوقنا في الحياة، ألا وهي مراسم الجنازة والحضور لنودع أمواتنا رسميا على هدوء الصلاة التي تبلسم ألمنا وتعزي قلوبنا المفجوعة مدى العمر.
ويا لقساوة هذا الدهر الذي يخطف الأحبة ويرحل بهم من دون أن يرأف بنا وبدموعنا، فالفراق مؤلم والموت قد يكون من أقسى محطات الحياة، وماذا بعد في زمن كورونا ومفاجآته التي لا تحصى ولا تعد.
حروفي إلى أرواح هؤلاء الأبطال الذين جاهدوا وحدهم وغادروا هذه الدنيا بعيدا عن أنفاس الحب التي رافقتهم طوال حياتهم، وإلى عائلاتهم أيضا التي كسر قلبها ذاك الفراق المر الأليم، علنا نكون بذلك نضيء شمعة في ظلمة الحزن ونعزي القلوب المحزونة.