سلامة الغذاء والسياحة ١
بحث سياحي مختصر
محمد علي البدوي
سلامة الغذاء جزء هام من خطوات إكتمال العمل السياحي وبالتالي لا يمكن فصله عن السياحة، كذلك فإن سلامة الغذاء أصبحت من العوامل التي تقترن في عقل المسافر إقترانا يدفعه لتغيير وجهته إذا ما سمع أن الوجهة التي يرغب في زيارتها لا تتمتع بسمعة طيبة في الحفاظ علي سلامة الغذاء المتعلقة بصحة الإنسان.
ولكي نفهم موضوع سلامة الغذاء يجب علينا أن نبحث عن المفاهيم الصحيحة لمصطلح سلامة الغذاء وبالتالي نبدأ في سبر أغوار هذا العالم المتسع المرتبط بالعلم والذي يهدف إلي الحفاظ علي صحة المسافر.
سلامة الغذاء تعني ممارسة حماية الغذاء من أي شيء قد يضر بصحة المستهلك.
أما نظافة الغذاء فتعني التأكد من خلو الطعام من التلوث وصلاحيته للاستهلاك.
وكلا المصطلحين يرتبطان ببعضهما البعض بحيث يصبح من العسير التحدث عن أحدهما دون التطرق إلي الحديث عن الآخر.
إن عدم إتباع إجراءات سلامة الأغذية يؤدي إلي مخاطر حقيقية تؤذي حياة المستهلك وتضر بسمعة الشركات وتؤدي إلي الملاحقة القضائية.
وسوف نستعرض بعض المخاطر التي يتعرض لها الغذاء ومنها:
التلوث؛
تلوث الطعام بصفة عامة هو وجود كائنات دقيقة غير مرغوب فيها أو مواد غريبة أخري في الطعام.
وكم سمعنا ورأينا قصص واقعية لعملاء وجدوا أشياء غريبة في طعامهم أثناء تناوله في المطاعم المستقلة أو مطاعم الفنادق :
*امرأة وجدت فضلات فأر في كرتونة طعام تم شحنها إليها عن طريق إحدي شركات الأغذية.
*صاحب مطعم تعرض للسجن بسبب تقديم طعام غير صالح للإستخدام الآدمي.
*طفل يختنق بسبب البلاستيك الموجود في ألواح الشوكولاتة .
ويمكن أن يحدث تلوث الطعام خلال أي مرحلة من مراحل إنتاج الغذاء وبمجرد تلوث الطعام يصبح غير صالح للإستهلاك. وبالتالي لا يجب تقديمه للعميل.
تلف الطعام؛
يمكن أن يحدث تلف الطعام عندما يختلط بشيء غير ضار لكنه يظل غير صالح للإستهلاك، فقد يكون اختلط بشعر أو أي شيء آخر يؤدي إلي تغيير لونه أو قوامه أو رائحته أو طعمه.
غالبا يتم التعرف علي تلف الطعام عن طريق إستخدام الحواس أو عن طريق طرح بعد الأسئلة مثل؛
هل رائحة الطعام غريبة أو كريهة؟
هل طعم الطعام غير مقبول؟
هل يبدو الطعام مختلفا عن المألوف؟
هل تغير نسيج الطعام؟
غالبا ما تكون الإجابة بنعم وعندئذ يجب عدم تقديم الطعام للعميل مهما كلف الأمر من خسائر مادية.
وقد إستطاع خبراء التغذية أن يحددوا عدة اسباب تؤدي إلي تلف أو فساد الطعام وهي:
*تحكم سيء في درجات الحرارة.
*قلة النظافة الشخصية.
*معدات صيانة سيئة.
*انتقال التلوث.
*تخزين غير لائق.
*الجهل بالمخاطر.
*نقص التدريب.
ومن أجل تقليل حدوث التلوث وبالتالي الحفاظ علي معايير سلامة الأغذية ونظافتها يجب التركيز علي معايير المراقبة والتدقيق وهذا يعني منع تلوث الطعام من خلال التحكم الدقيق في عملية الإنتاج.
ومن هنا تتضح لنا أهمية مراحل الوقاية عن طريق
*تنظيف شامل ومستمر.
*صيانة المعدات وتعقيمها باستمرار .
*مكافحة الآفات.
*العناية الفائقة بالنظافة الشخصية.
*التدريب والتأهيل المستمر لكل العمالة المتصلة بعملية إنتاج الغذاء.
الوقاية هي أفضل الممارسات التي تحافظ علي سلامة الغذاء والهدف إن تصبح ممارسات الوقاية عمل منهجي يومي مستمر غير متقطع ويحتاج ذلك إلى مراقبة دقيقة وصارمة وتفتيش علي مدار الساعة حتي نتجنب الخطأ البشري الذي ينتج عن جهل أو تكاسل أو إهمال مما يؤدي إلى عواقب وخيمة وخسائر فادحة في الأرواح والأموال.
لذلك كان لابد من مراعاة بعض الاعتبارات الدقيقة للمحافظة علي النظافة وسلامة الغذاء:
*التأكد من نظافة جميع المعدات وأماكن العمل وتجهيز الطعام بشكل صحيح واستخدام أدوات تنظيف سليمة ومطابقة للمواصفات الصحية والبيئية.
*التأكد من فحص جميع المعدات بطريقة صحيحة والبحث عن العيوب لإصلاحها وتنظيفها وتعقيمها قبل وبعد الاستخدام .
*العمل علي استخدام تدابير شديدة الدقة لمنع الآفات من الدخول لمكان إعداد الطعام.
ومع الاستمرار في المراقبة والتدقيق يمكن الحيلولة دون وقوع عملية تلوث الطعام أو تقليل احتمالات تلوث أو تلف الأغذية.للحديث بقية
حفظ الله شعوبنا العربية