نظرة عامة على التسويق السياحي
محمد علي البدوي
الخطوة الأولى والأهم في الترويج للمنتج السياحي هي معرفة الجمهور المستهدف.
علي سبيل المثال إذا كانت وزارة السياحة المصرية ستنشيء حملة تسويقية لصالح مدينة شرم الشيخ فهناك ثلاثة أبعاد يجب الالتفات إليها:
١-إرسال حزم تحفيزية لتجار الجملة في الخارج.
٢-إرسال نفس الحزم التحفيزية إلى وكلاء السفر.
٣-محاولة إقناع الجمهور بشراء المنتج.
ثم يبدأ بعد ذلك دور المسوق السياحي في تشجيع تاجر الجملة على شراء الحزمة وإقناع وكيل السفر ببيعها وأخيراً تشجيع السائح على شرائها.
وإذا كان المسوق السياحي يسعى إلى تحقيق الأهداف المرجوة فلابد له من معرفة ودراسة وفهم احتياجات الجمهور المستهدف، فبدون فهم طبيعة السائح وميوله لن يستطيع المسوق أن يصل إلى قلب العميل.
يهتم تاجر الجملة ببيع كميات كبيرة من الخدمات ولكن عليه التدقيق في كافة الجوانب لتقليل حجم المخاطر التي يفكر فيها العميل، وسوف يسعى وكلاء السفر للحفاظ على السمعة الجيدة التي اكتسبوها بين المسافرين مما يفرض عليهم أعباء إضافية منها متابعة كل التفاصيل بدقة.
السائح يبحث عن شيئين عند شراء المنتج السياحي؛ الثقة في المنتج والقيمة المادية له.
فالسائح يجتهد ويعمل ويظل يدخر لكي يوفر مصروفات عطلته، ولذلك فهو يتوقع من مقدم الخدمة أن يوفر له كل ما يفكر فيه، بل ومالا يفكر فيه.
ويتوقع معظم السياح الذين يشترون حزمة خدمات سياحية أن تكون رحلاتهم منظمة ومرتبة إلي حد كبير، لذلك يبحثون عن التجارب السابقة لغيرهم من العملاء لكي يتم تكوين صورة عامة عن الوجهة.
هنا يبرز دور المسوق السياحي الذي يجب عليه إبراز تجارب العملاء السابقين الإيجابية.
أشهر الطرق الممكنة للتسويق هي الإعلان مهما اختلفت أشكاله وتطورت أدواته سيظل هو حجر الزاوية في عملية التسويق.
الإعلان في الصحف كان إلى وقت قريب أفضل وأنجح وسائل الإعلان عن منتج ما.
إذا كان يضمن وصول الإعلان إلى عدد كبير من الناس إضافة إلى أن الإعلان بالصحف لم يكن ذا كلفة عالية، لكنه بدأ يتراجع تدريجيا بسبب قلة الإقبال على شراء الصحف الورقية.
وهناك عيوب أخرة للإعلان في الصحف منها (ضوضاء الصحف) والتي يقصد بها كثرة الإعلانات عن كثير من المنتجات مما يشتت ذهن القاريء إضافة إلى أنه ليس كل قراء الصحف من هواة السفر.
تعتبر المجلات المتخصصة أفضل حالا من الصحف خاصة في مجال السياحة.
المجلات المتخصصة تتيح فرصة الانتقائية أمام السائح، كما أن العمر الافتراضي للمجلة أطول من الصحيفة بسبب اختلاف جودة ورق الطباعة، توفر جودة الطباعة الجيدة والرسومات فرصة تسويقية جيدة.
لابد من فهم حقيقة التسويق السياحي وجوهره، فهو يعد أصعب مراحل الخدمة السياحية، لأنك لا يمكن أن تغير المنتج بسرعة تتوازي مع تغير رغبات المسافرين، يمكن ذلك في الصناعات الأخرى أما في السياحة فالأمر مختلف شكلاً ومضموناً.
الفندق يعتبر مشروعاً سياحيا طويل الأجل ولكن لا يمكن تغيير شكله من الناحية المعمارية، يمكن إضافة بعض التغييرات البسيطة لذلك يركز المسوق السياحي على تطوير الخدمة بشكل مستمر.
يعتقد بعض العملاء أن حجز الرحلة عن طريق وكيل سفريات يضمن لهم الجودة التي يبحثون عنها، هذا الاعتقاد له أساس تسويقي إذ استطاع المسوق أن يقنع غالبية المسافرين بهذه الرؤية.
ولاشك أن الحجز الالكتروني أثر على التسويق وجعل مهمة المسوق السياحي أصعب وأكثر مشقة.
غالبية الإعلانات عبر الإنترنت تكون غير دقيقة ورغم ذلك يهرع إليها العملاء أملا في الحصول على تخفيض أو حوافز.
ولكن الإنترنت استطاع أن يقفز إلى المقدمة بين وسائل الإعلان فهو يوفر الوقت والجهد والمال ويقدم المقارنات بين الأسعار ويتيح للسائح فرصة رؤية أفضل وأكثر وضوحا للمنتج السياحي.
أيقن مقدمو خدمات السفر أن الأدوات تتغير بتغير الزمان والمكان وتوجه الغالبية العظمى منهم إلى التسويق عبر الإنترنت وشرعوا في تدشين مواقع كبرى على الشبكة العنكبوتية لكي يستطيعوا التواصل مع ما فرضه عليهم التطور من مستحدثات.
للحديث بقية
حفظ الله شعوبنا العربية