أنانياً
شهاب أحمد عبد
يمكن القول دائمًا إنّ الإنسان أنانياً، ونحن هنا لا ننكر وجود أشخاص تسيطر عليهم الأنانية، لذلك تجدهم يهتمون بمصلحتهم فقط، ولكن هؤلاء بالنسبة إلى مجتمعنا العربي قليلون. فالشخص عادةً يميل إلى خدمة مجتمعه، وكذلك التضحية بمصلحته الخاصة من أجلهم أحياناً بغية كسب احترامهم وتقديرهم ونيل المكانة بينهم. فالشخص هنا يركز معظم تفكيره حول الأنا وكيف يرفع من شأنها في نظره إلى الآخرين، وهنا قد يصح القول إن معظم نشاط الإنسان في حياته يدور حول هذه النقطة، هنا قد تجد إنسان يناضل دائماً من أجل أن يكون موضع فخر لا موضع عار عند الناس.
لذلك تجد دائمًا عند البدو مثل يقول: ( النار ولا العار) ومعناه: أن هذا الفرد بدوي يفضل دخول النار في الآخرة على نيل صفة العار بين قومة وفي حياته.
فالعار لا يمكن أن يتحملها البدوي في حياته على أي حال، وأن الواقع هذا لا ينحصر في حياة البدو فقط، بل هو يشمل الناس جميعاً على مختلف شرائحهم أو درجاتهم في مجتمعنا العربي،
تجد دائماً الأنانية لها أثر كبير في تفكير الإنسان وفي سلوكه، فإذا توجهت أنانية الإنسان نحو موضوع أو أمر من الأمور أصبح عقلة شبه مشلول تجاه ذلك الامر، إذ هو لا يفهم ما هو موجود في واقعنا العربي بل يفهم بمقدار ما ينسجم مع تفكيره.
هنا من المناسب أن نقوم بنقل ما قاله: “كارينجي” عن الأنانية من حيث تأثيرها في الشخص فهو يقول: أن حبّ الظهور في معظم الأحيان هو الدافع الأول في المجادلة، فأنت تود أن تعرض سعة إطلاعك وحسن تفكيرك في الموضوع المطروح للجدل.
لكن هنا يجب أن نضيف شيئًا لما قاله “كارينجي”: لكي تكون صورة واضحة لدينا؛ فالأنانية لا يقتصر تأثيرها على الجدل فقط، بل تشمل أيضًا مدى تأثيرها في مختلف نشاطات الإنسان في حياته الاجتماعية، وأصبح من الواجب علينا ممن يريد التعامل مع المجتمع والناس ويريد النجاح في هذا الشيء عليه أن يؤمن بقول: كلّ امرئ لنفسه، والله للجميع.