هي روح من! لغة الضاد..
علي بن محمد الحامدي
هي روحُ منْ
هي نُطقُ منْ
هي ظِلُّ منْ
اللهُ جلَّ جلالهُ أحياها
جبريلُ قد نطقَ الكتابَ بأحرفٍ
منها فكانت منبعاً تيّاها
هي أصْلُ كلِّ حضارةٍ عربيةٍ
من عهدِ طهَ لا ظليلَ سِواها
ووعاءُ كُلِّ تحضّرٍ وتمدُّنٍ
يا ويحَ من طلبَ الهوى وجفاها
الضادُ جوهرةُ اللغاتِ جميعُها
يا ليتَ قومي يُدركون مداها
هي سِرُّ علمِ اللهِ في قرآنِهِ
فالذكرُ والترتيلُ بعضُ جناها
صوتُ المؤذنِ قد علا مسترسلاً
بالضادِ يصدحُ تالياً أوّاها
والفكرُ والتفكيرُ والحِكَمُ التي
تُروى فتلكَ ثمارُها ورُباها
لغةُ التعلُّمِ نبعُ كلِّ فضيلةٍ
والفنُّ والابداعُ بعضُ سناها
من كانتِ الضّادُ الكريمةُ أُمَّهُ
فالعِزُّ والتمكينُ في محياها
من رأسِ حدٍّ نحوَ مكةَ قاصداً
وإلى الكنانةِ تبتغي مغناها
وبرأسِ طنجةَ سِر بها متمهلاً
فالمغربُ العربيُّ بعضُ صداها
يا أمّةَ القرآنِ هل من عودةٍ
فالضّادُ تشكو والأسى يغشاها
عجباً لقومي كيفَ تاهَ سُراتهم
لم يُفطِنوا أو يهتدوا بهداها
عِزُّ الشعوبِ لُغاتُها تأريخُها
هل يُدركُ اللاهون ما فحواها