سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

التصوير للشهرة أم التشهير

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

كثيراً ما يتكرر المشهد بقيام أحد مشاهير “السوشل ميديا” بتصوير أحد الحالات للأُسر المتعسرة ويقوم بعد ذلك بنشر الصور والمقاطع المؤثرة التي تستعطف المجتمع، تنهال الاتهامات على الجهات المعنية ويبدأ الهجوم (الترندي) في وسائل التواصل الاجتماعي ويُتهم المسؤول بالتقصير، هنا لست مدافعاً عن المسؤول أو الجهة المعنية ولا ألقي اللوم على أحد ولكن كثُرت الأحاديث وانتشرت الفوضى، فهل يُعقل أن أقوم بتصوير أطفال ونشر المقطع بهذه الطريقة دون مراعاةٍ لمشاعرهم وما سيترتب عليه مستقبلاً من آثار نفسية؟
‏بيدكَ الهاتف المحمول وبه تطبيقات السوشل ميديا، فهل يُعقل أن تقوم بتصوير ونشر كل شيء؟ نسيتَ أم تناسيت أو تجهل أم تجاهلت أن ثمة حقوق وواجبات وحُرمات ومحرمات، يجب عليك التفكير جيداً ليس قبل المساءلة القانونية بل قبل جرح مشاعر الغير وكسر خواطرهم، ليس كل ما تقوم به بقصد الخير تحصد به خير.

القانون لا يسمح بهذه الممارسات مهما كان الهدف منها، ومن قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات “يعاقب بالسجن مدة لا تقلّ عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقلّ عن ألف ريال عماني ولا تزيد على خمسة آلاف ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات كالهواتف النقالة المزودة بآلة تصوير في الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة أو العائلية للأفراد، وذلك بالتقاط صور أو نشر أخبار أو تسجيلات صوتية أو مرئية تتصل بها ولو كانت صحيحة، وأن القانون أعطى للإنسان الحق في حماية حياته الخاصة من التدخل التعسفي فيها”. وأشار إلى أن من صُور الاعتداء على هذه الحياة الخاصة التقاط أو نشر صورة شخص يوجد في مكان خاص، وهو المكان الذي لا يرتاده إلا المسموح لهم بذلك، كمسكن الإنسان ومكتبه.

وذكر أنه لا يُشترط لوقوع الجريمة أن تكون صورة المجني عليه المنشورة أو الملتقطة له في وضع يخجله أن يطّلع عليه الناس لأن الحماية هنا هي حرمة الحياة الخاصة وليس شرفه واعتباره.

كما أن المتتبّع لمواد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات يجد أن المشرع شدد العقوبة الحبسية والغرامة المالية لتكون هذه العقوبات رادعة بحق من يتهاون في إساءة استخدام وسائل تقنية المعلومات.

وخلاف ذلك ما زلنا نرى بين الفينة والأخرى صوراً ومقاطع لا داعي لها، وأرى لو أن الشخص الذي قام بتصوير هذه الحالات قام بإرسالها للجهات المعنية بدلاً من نشرها والتشهير بالغير وذلك غير مقبول فهل يرضى ذلك على نفسه وأسرته؟

وفي المقابل نرى بعض الأطفال يبيعون على الطرق يفترشون الأرض والشمس على رؤسهم فهل هذه الحالات تبحث عن الرزق أم أنها لاستعطاف الناس واستغلالهم “العلم عند الله”، فمنهم من يترك أطفاله يبيعون الشاي وبعض المستلزمات ويعرضهم للخطر.

كذلك في محلات بيع الخبز ومنتجاته (المخابز) بولاية البريمي التي تقوم بوضع صناديق الصدقة وهي لفتة مشكورة جُزي خيراً من قام بها، إلا أن الممارسات الخاطئة أفسدت ذلك حيث يقوم من أراد الخير بشراء الخبز ووضعه للمحتاجين، ولكن للأسف نرى بعض الأشخاص يقومون بالترصد وأخذ كل ما في الصندوق فهل هو محتاج لهذه الكمية؟
وبحسب إفادة بعض الإخوة أن البعض يقوم بتجميع الخبز المخصص للصدقة واستخدامه لإطعام الحيوانات، هنا يجب أن نقف عند هذا الأمر ونقوم بتوعية هؤلاء الأشخاص ونعلّمهم إن كانوا لا يعلمون أن هذا الصندوق ليس فائضاً للتخلص منه بل أن هناك من يحتاجه وهو بأمسّ الحاجة له أكثر من الحيوان أكرمكم وأعزكم الله، كما أتمنى أن يعي من يقوم بالتصوير والنشر بلا مبالاة أن يتقي الله في نفسه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights