معادلات رياضية 2+2=3
سالم بن حميد بن راشد البداعي
معادلة رياضية أرقامها صحيحة ونتيجتها خاطئة.. كذلك هي أمور تدبيرنا في الجوانب المالية في الحياة، لا نحسن كثيراً التصرف فيها؛ ربما لعدة أسباب قد يكون بعضها راجع إلى كثرة الالتزامات الواجب علينا سدادها مقارنة بالدخل الشهري، أو لكوننا مجتمع استهلاكي أكثر من اللازم، أو لتدني الرواتب مقارنة بغلاء المعيشة، أو لغيرها من الأسباب.
ويشتكي الكثير منا انتهاء الراتب الشهري في أيام معدودات من تاريخ استلامه، ولا يتبقى منه إلا النزر اليسير، وقد لا يتبقى منه شيء نتيجة صرفه في أوجه مختلفة.
إن أوجه الصرف التي نعتمدها في كثير من الجوانب هي خاطئة، فلا توجد لدى الكثير منا قائمة محددة بالمشتريات المطلوبة، أو المهمة التي نحتاج إليها فعلاً، وبالتالي نقع في فخ الشراء العشوائي، أضف إلى ذلك قلة التخطيط والتوزيع الصحيح للراتب. فلا نضع بعين الاعتبار مبدأ الاستثمار للغد، أو تخصيص مبالغ معينة لكل جانب من الجوانب الحياتية ( جزء من الراتب لتسديد الديون، وجزء آخر للإدخار .. وجزء ثالث للاستثمار وجزء للمصروفات …).
علينا أن نتبع آلية منظمة و نخطط تخطيطاً عملياً بالورقة والقلم في تحديد أوجه الصرف، وأوجه التسديد، وأوجه الاستثمار، ومن الضروري أن نتبنى ثقافة ( كأني اشتريت ) بمعنى ليس كل ما نراه أمام أعيننا في المحلات التجارية و يعجبنا نقوم بشرائه واقتنائه، علينا أن نقنع أنفسنا بعدم حاجتنا إلى الكثير من الأغراض الغير ضرورية فعلاً، فعندما تراها أمامك انصرف عنها، وبعد ذلك سوف تجد نفسك تلقائياً قد وفرت جزء من المبلغ.
ومن المهم أيضاً عند رغبتك في اقتطاع جزء من راتبك، أن تخصص نسبة مئوية مثلاً ( ٢٪ من الراتب تضعها في بند الإستثمار، و ٣٪ تسديد مستحقات أو ديون، و ٢٪ ادخار، وهكذا …
وخلاصة القول عليك أن تتبع بعض الخطوات والاجراءات العملية لتحقق مبدأ التوازن المالي في راتبك الشهري؛ ومنها على سبيل المثال:
– قلل مشاويرك الغير ضرورية
– حدد أوجه الصرف الضرورية
– خصص نسب مئوية من الراتب للتسديد وللإدخار وللإستثمار
– حاول بقدر الإمكان أن تتخلص من الالتزامات أولاً بأول.
– لاتشتري شيئاً لست بحاجة إليه
– لا تهتم كثيراً بالكماليات واقنع نفسك بالقليل.
– فكر في كيفية زيادة المدخرات، وليس فقط فالادخار في حد ذاته
– تصدق بنية صادقة ليبارك الله لك في مالك.
وأخيراً لاتنسى أن تستمتع بحياتك في حدود المعقول، فجهدك وتعبك يستحق أن تعوضه بنزهة،أو رحلة، أو كافئ نفسك بهدية، جدد نشاطك سافر، وارحل، واستمتع، فالحياة ليست جمع مال فقط …