2024
Adsense
مقالات صحفية

الوقفات السلمية تعجل في وتيرة التوظيف

سلطان بن حمد البوسعيدي

لربما الوقفات السلمية التي حدثت مؤخراً من قبل الشباب كان السبب في تسريع وتيرة بعض القرارات والإجراءات في التوظيف بعد الركود الوظيفي الذي استمر فترة طويلة، والذي تسبب في تراكم أعداد الباحثين عن عمل جراء أسباب الركود الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط، و جائحة كورونا وغيرها من الأسباب التي نتجت عنها حدوث فجوة حقيقية في المجتمع في مجال العمل.

عام 2011 هي سنة استثنائية بمعنى الحرف، وهي تجربة ناجحة في تحقيق مطالب الشعب في التوظيف، وهي حق من حقوق المواطن في عيش حياه كريمة، وقد كفل النظام الأساسي للدولة حق حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون .

رغم خطورة المظاهرات التي حدثت؛ لأنها تفتح المجال لنفوس الضعيفة لزعزعة الأمن والأمان في الدولة ولكن السياسة الحكيمة في السلطنة قامت باحتواء الموضوع رغم تشعبه في مواضيع مختلفة بالمبادرات التي صدرت وقرارات التوظيف المباشرة وإحلال المواطنين مكان المقيمين لبعض المهن لتوفير فرص كثيرة في مختلف المجالات وتسهيلات في إنشاء فرص عمل ومشاريع سوف تخلق فرص مرادفه لها، فعلى سبيل المثال: الموظف سوف يتقاضى راتباً وهذا يدعوه لشراء سيارة وذلك سوف يحرك نشاط بيع السيارات، ولأن سوق السيارات أو المعارض المتوفرة يمارسها شباب عمانيون في الفترة الأخيرة وهذا التوظيف بالفعل سوف يزيد من النشاط التجاري في سوق السيارات وقطع الغيار والمغاسل وهي عملية تكاملية.

ولو ذهبنا إلى الجانب العقاري لبناء منزل فسوف نجد عدة أنشطة مرتبطة في هذا المجال من مصانع الطابوق والإسمنت، والحديد والمواد الصحية والسراميك وورش الألمنيوم والنوافذ والأبواب وشركات الأثاث وغيرها من الأشياء الذي سوف تستفيد من هذا الموظف من خلال تدوير الأموال وعملية البيع والشراء، وهذه تدعو لاستمرار الحياة النشطة وسوق حرة متطورة.

إن الجزء الأول تحدثنا عن حركة الشباب ونجاح العملية والفوائد المترتبة أثر ذلك النجاح والتوظيف ولكن في جانب آخر سوف نتحدث عن مخاطر الاعتصامات والأزمات التي تتعرض لها الدول والتي في بعض الأحيان تؤثر عليها بشكل مباشر وغيرها من الأحداث التي تمر علينا وإن كان هناك من عايش الأجيال أو عصر النهضة الحديثة بإمكانه أن يرى شريط الحياة المجتمعية ما قبل النهضة إلى تاريخ اليوم سوف يتلاحظ لديك الفرق في الأحداث.

فهناك بعض نماذج السلبية على دول العربية والذي حدث خلال المرحلة الأخيرة في هذه الدول مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن ولبنان من الحروب الداخلية والأهلية وكانت الاسباب في الأطماع الخارجية والتي تسببت في زرع الفتنة في تلك الدول بين الحكومة والشعب وزعزعت الأمن والأمان، و فتحت المجال للعدوان الخارجي في الدخول بالطريقة الشرعية بغية الحماية لتلك الدول وسرقه الأموال وتدميرها وتهجير مواطنيها وتشتيتهم في دول العالم وأصبح المواطن بدل العيش في مجتمع كان آمناً وسعيداً يجد لقمة العيش قد تأثر بهذه الأحداث يبحث عن تلك الأشياء السابقة، ويحلم بها ويسأل عن مكان آمن يجمعه مع أسرته ومجتمعه.

وهذه النماذج والعبر التاريخية التي مرت في كل الدول والتي تحدثنا عنها لا زالت تعاني من ذلك والبحث عن حلول ليست بالسهلة، وإن كان الحديث عن هذا الموضوع بتمعن لوجدنا أن ندرك قيمة النعمة التي تحتوينا من جميع النواحي.

إن سلطنة عمان تعد من الدول الغنية بالفعل بالموارد المختلفة وبالمواد الخام وخلال العقود الماضية كان العمل على استثمارها واستخراجها ولكن لم يكن الاستثمار الأمثل في ذلك قد حقق قدراً كبيراً في بعض الجوانب وساهم في بناء البنية التحتية الجاذبة للاستثمار خلال هذ المرحلة وكانت هناك فجوات في تحقيق ذلك لكن الحكومة الحديثة ماضية قدماً في تحقق الإصلاحات وتوظيف الكوادر والكفاءات القادرة على إحداث تغير في الإدارة المالية والبشرية وهناك نماذج شابة ناجحة في العمل والذي جاءت متواكبة مع رؤية عمان 2040 والذي كان قد شارك به الشباب بنسبة 40% منهم وقد كان لي حضور في بعض هذه المنتديات رؤية عمان ومن خلال مداخلة أحد الشباب في المنتدى والذي قد لفت انتباه الحضور بمداخلته بالأرقام والمؤشرات والأهداف والتحديات وهذا ينم عن الجيل القادم جيل ذي كفاءة حقيقية يجب استغلاله وإتاحة الفرصة لهم .

ومن خلال متابعتي للتواصل الاجتماعي أصبح هناك مبادرة من الشباب بالأفكار وطرحها في التواصل الاجتماعي، وأمنيتنا من أصحاب القرار بالأخذ بهذه المبادرات .

إن الاحداث الأخيرة التي حدثت قد فتحت أبواباً كثيرة للحوار وأصبح الشعب واعياً بقدر كبير عن الأرقام والمؤشرات المالية وميزانية الدولة وقد ناشدت عن الحراك المجتمعي بجميع قنوات التواصل والجهات والهيئات والوزارات من أجل البحث بتوفير فرص عمل والإحلال الممنهج بحيث لا يكون هناك لا ضرر ولا ضرار من هذا التوظيف .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights