لغتي الجميلة
ريحاب أبو زيد
( لو لم تكن لي في الأرض منزلة لأنزل الله باللاتين قرآنا ).
هذه حروف نسجتها اللغة العربية لتُعرِف العالم كلّه منزلتها الكبيرة الراقية وأهميتها بين باقي اللغات، فهي التي تميزت بأصالة الماضي لأنها من أقدم اللغات في العالم. هي لغة رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها اللغة التي أنزل الله بها القرآن الكريم، وما زالت لغة العرب حتى يومنا هذا، وكان عصرها الذهبي عندما بدأ الإسلام بالانتشار؛ ليتعلم المسلمين من مختلف الأجناس والألوان تلاوة القرآن الكريم، وبالرغم من ظهور بعضًا من المصطلحات الدخيلة، ودخول العامية الدارجة التي انتشرت بين الناس، تظل اللغة العربية الفصحى هي المرجع الأساسي عند التواصل بين كل من يتحدث بها، كما أنّ العربية الفصحى تستخدم في تعليم القراءة، والكتابة في المدارس، وكذلك تستخدم في وسائل الإعلام المختلفة.
فاللغة العربية اكتسبت الجمال والإبداع، ومن جمال وروعة حروفها عندما تنطق وتسمع وتكتب، فعندما يكتب الإنسان بالخط العربي تُزين الحروف بلمسة فنية متمثلة بدفء الحركات القصيرة والأصوات الطويلة فيزيد ذلك الخط جمالًا وإبداعًا كما في آيات القرآن الكريم، وعندما تنطق بها الألسن تظهر فيها البلاغة والفصاحة والصور البديعية، وهذا ما يتميز به القرآن الكريم الذي تحدى العرب عندما أنزله الله تعالى، فعندما سمع العرب وهم أرباب اللغة وأصحاب البيان آيات القرآن الكريم اهتزت نفوسهم هزًا عنيفًا، وبهتوا لبلاغته، وتحيروا في أمره وخصوصًا قريش ، حيث تعجب منه فصحاء قريش عندما سمعوا تلاوة القرآن الكريم فقال تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
كما يظهر جمال اللغة العربية في الشعر، والنثر، والخطابة، والقصة، والرواية، فيعتبر الشعر فنًا أدبيًا أقبل عليه الكثير من الشعراء الذين برعوا في كافة ألوانه من غزل، ومدح، وذم، ورثاء…، ومن أبرز شعراء العربية المتنبي، وأحمد شوقي، وأبو القاسم الشابي… فجميعهم برعوا بالبلاغة وجزالة اللفظ والمعنى باستخدام القافية، وبحور الشعر، والمحسنات البديعية التي تضفي لمسة جمالية على القصائد.
اللغة العربية ظلّت وستظل إلى أبد الدهر يتقنها مختلف الأعمار، والأجناس ومن جمالها أن يستطيع المرء التعبير عما يجول بداخله وعن ذاته بطريقةٍ صحيحةٍ ومباشرة، ونرى الآن أن العديد من الجنسيات الغربية يدرسون اللغة العربية ويتقونها ببراعة حبًا فيها، فنجد الجامعات العربية بها العديد من طلاب الغرب لتعلمها، فنحن كعرب نفتخر بلغتنا الجميلة لغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة، وأيضًا اللغة الأجمل من بين لغات العالم، ونفتخر بأن الناطقون بالضاد أفصح الناس في هذا العالم، فليس في العالم كله لغة أفصح وأقدر على التعبير من اللغة العربية العظيمة، وهي اللغة الوحيدة التي بها حرف الضاد فحببوا أولادكم على اتقانها بطريقة صحيحة حتى نغرز في قلوبهم الفخر والاعتزاز بلغتنا الجميلة.