انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي حول دور أسعار النفط فـي مستقبل الاقتصاد بدول مجلس التعاون
متابعة و تصوير / سليمان أولادثاني
انطلقت يوم أمس فعاليات المؤتمر الدولي حول دور أسعار النفط في مستقبل الاقتصاد بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تنظمه كلية مزون بمشاركة نخبة من الأكاديميين المحليين والإقليميين والدوليين ويختتم فعالياته اليوم الأربعاء.
رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة السيد سليمان بن حمود البوسعيدي نائب الأمين العام لمجلس الوزراء الذي أكد على أهمية المؤتمر في الوقوف على النتائج والأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط والبدائل الموجودة للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، موضحًا أن الحكومة تقوم بجهود كبيرة للحد من تأثير هذه الأزمة كترشيد الإنفاق الحكومي وغيرها من الإجراءات.
من جانبه أوضح الدكتور جمعة بن صالح الغيلاني رئيس مجلس إدارة كلية مزون رئيس المؤتمر: تمر منطقتنا العربية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي بظروف اقتصادية غير عادية، بالرغم من الامكانات الاقتصادية والثروات الطبيعية التي تمتلكها والفرص الاستثمارية التي تتوفر فيها نتيجة الاستثمار البشري والعلمي الذي بذل خلال الحقبة الماضية لشعوبها والبنى التحتية المتطورة التي تزخر بها كافة دول المجلس إلا ان مستوى التنمية الموحدة والتي يشترك فيها كل دول مجلس التعاون لا زالت تعاني من صعوبات ظاهرة فالتبادل التجاري الخليجي ليس على المستوى المتوقع وكذلك العربي.
وأوضح الغيلاني أننا بحاجة إلى تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي الخليجي والعربي بالإضافة إلى الدولي .. مبينا استطاعة تحقيق التنمية المطلوبة بما تمتلكه دول الخليج من علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية دولية متميزة مع كل دول العالم.
وأكد الدكتور جمعة الغيلاني رئيس المؤتمر أن السلطنة بحكم العلاقات المتميزة الدولية يمكن أن تحقق الأفضل في كل المجالات لو تضافرت كل الجهود على خطى رجل واحد هو السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي يسير على خطى المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وسوف يتحقق ما تصبو إليه تطلعات الشعب العماني الأبي والخليجي على حد سواء وما علينا إلا التكاتف والتكامل لتقوية العزيمة والهمة واستغلال الفرص والموارد. وأضاف الغيلاني: هناك دور كبير يضطلع به قطاع النفط والطاقة وله تأثيره الفعال على مسيرة التنمية في الدول المنتجة للنفط ونخص منها بالذكر دول مجلس التعاون الخليجي، وانعكاسات أسعاره على اقتصادات دول المنطقة التي تعتمد اعتماداً شبه كلي على الإيرادات المتحققة من بيع النفط وما تمثله ايراداته من نسبة عالية من مكونات الدخل القومي لتلك الدول، مما يجعل مسيرة التنمية فيها رهينة لتذبذب أسعار النفط وتقلباتها في السوق الدولية ويجعل من إدارة هذه الموارد الناضبة تجابه المزيد من الصعوبات والتحديات.
وأكد الغيلاني في ختام كلمته على أن موجات ارتفاع أسعار النفط خلال فترات زمنية ليست متباعدة شهدتها العقود الأخيرة قد دفعت بالعديد من الدول المنتجة للنفط إلى زيادة الانفاق الحكومي وارتفاع المصروفات بنسب كبيرة مما أدى إلى ايجاد أزمات اقتصادية كبيرة تمثلت في عجز اقتصادات تلك الدول عن مواجهة الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي شهدته السوق النفطية، وجعلها تواجه أزمات اقتصادية ذات تأثيرات سلبية على مجمل حركة الاقتصاد فيها، مما يستلزم ان تعيد الدول النفطية والخليجية منها على وجه الخصوص النظر في سياستها المالية واتباع إجراءات عقلانية تحد من تأثيرات أسعار النفط وتقلباتها على خطط التنمية فيها وتقليل نسبة اعتمادها على الإيرادات المتحققة جراء بيع النفط والغاز، وعلى هذه الدول أن تعمل على تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي فيما بينها خلال المرحلة القادمة خاصة في ظل تذبذب أسعار النفط في الأسواق الدولية بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الهائل في العالم الذي يسعى على تعزيز سياسة الاكتفاء الذاتي من خلال الاستثمار الناجح في المصادر البديلة للطاقة ـ البترول ـ الذي أصبح تحت قبضة التطور العلمي الهائل في مجال الطاقة البديلة التي تشكل البديل الافضل بعيداً عن سياسة تسعير النفط تحت قيادة منظمة الأوبك التي تأسست في الخمسينات في عام 1959م.
بعد ذلك بدأت فعاليات المؤتمر، حيث شاركت في الجلسة الأولى مجموعة من الأكاديميين يمثلون جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وجامعة آرهوس الدنماركية وجامعة التكنلوجيا الأسترالية، وتم تقديم عدد من الأوراق البحثية حول عدد من الموضوعات تشمل العلاقة بين الطاقة والتنمية: ملاحظة شاملة عن السببية والارتباط والتقارب في الأبعاد المختلفة للروابط بين الطاقة والاقتصاد والبيئة واستكشاف النطاق المستقبلي لتطوير الطاقة المتجددة كمحرك للنمو الاقتصادي في السلطنة. وستشارك في الجلسة الثانية للمؤتمر التي ستقام اليوم الأربعاء نخبة من الأكاديميين المحليين والدوليين من الكلية الدولية الأميركية وجامعة ميسوري للعلوم والتكنلوجيا وجامعة ولاية كارولينا الشمالية للزراعة والتقنية بالإضافة إلى عدد من المختصين من شركات عالمية، وتناقش الجلسة عدة موضوعات أبرزها أسعار النفط العالمية واقتصاد الشرق الأوسط والجيل القادم من الطاقة النووية في منطقة الشرق الأوسط والمسؤولية الاجتماعية للشركات والنفط والبيئة والطاقة الخضراء والتطورات في تهجين الطاقة من أجل إمداد مرن وتأثير الطاقة المتجددة وغيرالمتجددة في البيئة.
وستضم الجلسة الثالثة عددًا من الأكاديميين المحليين والدوليين وممثلي الشركات المحلية والعالمية، حيث سيقدمون عددًا من الأوراق البحثية حول تأثير أسعار النفط في الأداء الاقتصادي الكلي للسلطنة، واقتصاديات الطاقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأثر استخدام الوقود الأخضر كبدائل على أسعار النفط علىاقتصاد السلطنة وأهمية إزالة الكبريت من الخلائط الهيدروكربونية في صناعة البترول والتنويع والاقتصاد النفطي.
الدكتور جمعة الغيلاني رئيس مجلس إدارة كلية مزون