رعاكم الله أيها المرابطون المناضلون
خلفان بن ناصر الرواحي
إن ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك والأرض الفلسطينية المحتلة في هذه الأيام المباركة من قبل الحكومة الصهيونية المتغطرسة؛ لهو دليلٌ قاطع للغل الذي تتسم به سياستهم الصهيونية، ولكن هيهات هيهات أن تكون لقمة سائغة في أهوائهم وخططهم التي يمارسونها بشتى أشكال التعذيب، والتهجير، والقمع الوحشي المستمر، فإنهم رجال صامدون ومرابطون، لن يثنيهم الرصاص الحي، ولن تمنعهم الدبابات المصفحة، ولا القنابل الحارقة والمسيلة للدموع، ولا تقهرهم الأسوار العالية التي شيّدت لتفصل القطاعات لتمنعهم من الوصول لساحات الأقصى المبارك، والسجودِ في محرابه وساحاته، إنّهم رجال الرباط، صدقوا مع الله فثبتهم على ذلك قال الله تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}- سورة الحج.
إنَّ مما يؤسف له أن العالم الذي يدّعي حقوق الإنسان، والدفاع عن حرية مصير الشعوب يقف متفرجاً؛ ليراقب ذلك العدوان السافر على المقدسات الدينية التي يمارسها العدوان الصهيوني أمام الشعب الأعزل الذي لا يملك السلاح، ويطرد من بيوته ليستوطن متصهين ليس له الحق في ذلك، وتوفر له الحكومة الصهيونية كل وسائل الحماية، فكيف يكون ذلك حق لهم وهم غاصبون للأرض والمنازل؟
مهما فعلت حكومة بني صهيون من حيل وخطط فلن تنجح، ولن يركع شعب فلسطين الباسل من صغير وكبير، من رجل وامرأة وطفل، فالطفل هو البطل القادم، وهو السيف الذي سوف يبتر تلك الأقدام المستلطة يوماً ما، ولكنهم لا يدركون مصيرهم، أو ربما يتجاهلون ذلك غباءً، فالأمة الإسلامية ما زالت تحكمها ظروف العصر السياسي لعدم المشاركة في تلك الانتفاضات الصامدة، ولكن سيأتي النصر لا محالة، وتتطهر الأراضي الفلسطينية من تلك الشرذمة، فالله يعلم كيدهم وأعلم بهم من أنفسهم وأقرب إليهم من أنفاسهم، ومهما بلغ كيدهم فكيد الله أعظم من كيدهم، ومهما استكبروا فالله أكبر.
نعم إنها مهلة الله لعباده ليرجعوا لحبلهم المتين، والتمسك بدينه القويم، فعسى أن يتوبوا ويعودوا، وهو اختبار الله للمؤمنين، فإذا قضى ربنا بانتهاء المهلة وانقضاء المدة دون توبة ظالم أو عودة طاغية أخذهم أخذ عزيز مقتدر فلم يفلتهم، ولنا في التاريخ عبرة وعظة، وصدق الله العظيم حيث قال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}-سورة الطارق.