سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

ما بعد كورونا … متى؟ كيف؟ هل؟ لماذا؟

 عبير الحوسنية

قبل البدء في التواصل المباشر مع أسئلة عنوان هذا المقال، والمتضمنة متى؟ كيف؟ هل؟ لماذا؟، دعوني أقدم لكم رؤية مغايرة في كيفية التعامل البشري عمومًا مع الأوبئة من جهة، ومع فيروس كورونا من جهة أخرى.

لا تزال حيثيات التقرير الخبري الذي يتبعه الصحفي في جريدة عمان حول الندوة الفكرية التي أقامتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء المعنونة بـ”المعرفة الإنسانية وتحولاتها في 2020 “، لا تزال في مخيلتي، ففي هذه الندوة طرح الأديب المغربي “محمد آيت حنا”، ما يسمى بالتبدل بالجملة في زمن التباعد، وهنا ذهب “آيت حنا” إلى رؤية ابن خلدون وتصوّره هو الآخر إلى ما يصيب الأقطار والشعوب من تبدل جذري في الحياة جرّاء الإصابة (بطاعون) ما، موضحًا الرؤية العكسية لكل تلك الأماكن المتعارف عليها مع حلول في كل مرة في كل بقعة من الأرض، فعلى سبيل المثال: أن الخروج والبحث عن المكان الآمن هو السبيل سابقًا في النجاة من أية عواقب وخيمة قد تطرأ على الأمم جراء وباء أو طاعون قد يقع، أما في “كوفيد 19” فقد وقع العكس، حيث الاستقرار والمكوث في مكان محدد وعدم الخروج منه إلا للضرورة القصوى، وهذا ما عملت به الكثير من الدول من تقييد للحركة، وإغلاق الأسواق وغير ذلك.

هذا ما يقودنا إلى طرح أسئلة مشروعة غير متناقضة هنا، وعلى الرغم من التقارير اليومية التي نسمعها في الوسائل الإعلامية والتي تشير إلى تصريحات منظمة الصحة العالمية عن قرب انتهاء جائحة كورونا؛ لكن نعود للسؤال، متى سنعود إلى طبيعة الحياة التي افتقدناها لأكثر من سنتين متواصلتين؟ وكيف ستكون هي العودة؟ متى سنجلس في المقاهي ونلتقي في المناسبات دون قيود؟ دون فرض أساليب التباعد بين الأشخاص؟ وهل سنحظى حقًا بتلك اللحظات التي كانت بشكل مباشر قبل عام 2019؟ ولماذا لن تعود الحياة إلى طبيعتها بنسبة 100%؟

حسب رأي الخبراء والمختصين في مجال علم الاجتماع، أتوقع أننا سنخضع وكما قال “آيت حنا” إلى التبدّل بالجملة، ومن بين ذلك ستصبح لدينا أُلفة حقيقة مع التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، وسيظهر هذا الأمر بشكل تلقائي، وربما سيتقلص عدد مهمات السفر للضرورة فقط، خاصة تلك التي تترتب على اللقاءات التشاورية أو الاجتماعات الدولية بين السياسيين والاقتصاديين على سبيل المثال، كما أننا سنشهد فرض التعلم عن بعد في الجامعات وغير ذلك من الأشياء التي من الممكن أن تقضى بواسطة التقنية المتاحة.

أمَّا عن الجانب الأسري الاجتماعي فأتخيل أن الحذر سيصبح قائمًا سواء كان ذلك على مستوى الترتيب الأسري واللقاءات والنظافة الشخصية وما يصاحب ذلك من تفاصيل متعددة، كما ستظهر حتمًا صناعات جديدة تواكب هذا الواقع المختلف، فكل الأسئلة المطروحة أعلاه في عنوان هذا المقال، تجيب عليها الأحوال المنتظرة بكل سهولة ويسر. حفظ الله الجميع من كل شر ومكروه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights