2024
Adsense
مقالات صحفية

اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية

أحمد بن خلفان الزعابي

سنوياً ومنذ العام 2003 تحتفل منظمة العمل الدولية ومختلف دول العالم بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، هذه المناسبة التي كانت ولا تزال تذكرنا بالحوادث المرتبطة بأماكن العمل حول العالم، وما الاحتفال إلا لأجل مناقشة آليات التصدي للأخطار القائمة والمحتملة، بالإضافة إلى أنها تعتبر حملة لزيادة الوعي يُُراد بها تركيز الاهتمام الدولي على حجم المشكلة، وكيفية تعزيز وخلق ثقافة السلامة والصحة التي يمكن أن تساعد على التقليل من عدد الوفيات والإصابات المرتبطة بأماكن العمل.

فلذلك فإن الدول المهتمة بسلامة العمال لديها قامت منذ وقت مبكر بإصدار تشريعات تضمن سلامة العاملين في مواقع العمل، حيث تساهم المنظات الدولية كمنظمة العمل الدولة ومنظمة الصحة العالمية في إعداد الخطوط العريضة للتشريعات كإطارات عامة والتي تعمل الدول على إصدارها، كما تساهم أيضاً برفد المؤسسات المختصة بدول العالم بخبراء وفنيين مختصين لمساعدة كوادر الدول في رسم سياسات وأنظمة السلامة والصحة المهنية في أماكن العمل، ولدينا في سلطنة عمان اهتمام مبكر في هذا الشأن حيث أبرز المشرع العماني مساحة لا بأس بها تجعل من كافة مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات الدولة ذات الاختصاص أن تساهم في سلامة وصحة العاملين لديها أو العاملين لدى الشركات والمؤسسات المتعاقدة معها، ونجد بأن اللائحة التنظيمية لتدابير السلامة والصحة المهنية الصادرة بالقرار الوزاري رقم 286/2008 لوزارة القوى العاملة في تلك الفترة، والقرارات اللاحقة المعدلة لها الصادرة عن معالي وزير العمل، فهذه اللائحة التي تطبقها وزارة العمل على مختلف منشآت القطاع الخاص في السلطنة، وكذلك التشريعات الأخرى التي تطبقها الجمعية العمانية للخدمات النفطية، وشركة تنمية نفط عمان جميعها ُتساهم في حفظ سلامة وصحة العاملين في مختلف قطاعات الأعمال بالسلطنة، وهذا يعكس اهتمام حكومة السلطنة بكافة العاملين لضمان بيئة عمل آمنة سليمة، وصحية خالية من المخاطر.

فقد دأبت السلطنة منذ فترة بالإحتفال بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، والذي يصادف تاريخ 28 أبريل من كل عام، وكانت شعارات السنوات السابقة تدور حول محاور مختلفة عن السلامة والصحة، إلا أنه منذ العام الفائت غطت جائحة كورونا كوفيد 19 مختلف أرجاء العام، وألقت بظلالها على مختلف قطاعات الأعمال، وكانت آثارها السلبية مرئية للجميع، فمن بين إحصاءات الإصابات والوفيات الناتجة عن فايروس كورونا هناك عدداً منهم من العاملين في مختلف قطاعات الأعمال، الأمر الذي حدا بمنظمة العمل الدولية أن تطلق لهذا العام 2021 شعاراً نوعياً مختلفاً يواكب الحدث (توقع الأزمات والاستعداد والتصدي لها) أستثمروا الآن في الأنظمة المرنة للسلامة والصحة المهنية، وكما هو معلوم بأن مختلف قطاعات الأعمال شهدت تحولات ملزمة للحد من مخاطر انتشار فايروس كورونا كوفيد 19 في بيئة العمل، مما ألزم ذلك المؤسسات من إتخاذ التدابير للحد من انتشار الفايروس، كتخفيض عدد العاملين في مختلف ورديات العمل، وتطبيق سياسة العمل عن بعد لبعض أقسام العمل إمتثالاً لقرارات الجهات المختصة، وتطبيقاً لسياسات السلامة والصحة المهنية المعتمدة، لذلك فشعار منظمة العمل الدولية لهذا العام يحث على ضرورة إبراز الازمة الحالية وأهمية تعزيز أنظمة السلامة والصحة المهنية، وتنتهز المنظمة هذه الفرصة لرفع الوعي وتحفيز الحوار في شأن أهمية إنشاء أنظمة سلامة وصحة مهنية مرنة والاستثمار فيها، بالإعتماد على التشريعات الإقليمية والوطنية للدول على حد سواء فيما يتعلق بالتخفيف من انتشار جائحة كورونا كوفيد 19 والوقاية منها في مكان العمل.

وبلا شك فإن الحفاظ على سلامة وصحة العاملين له مردود إيجابي على العاملين أنفسهم وعلى المنشآت؟ وعلى السلطنة الأمر الذي يُـساهم في استمرار أنشطة الاعمال الانتاجية والخدمية على حد سواء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights