الوفـــــــــــــــاء..
ريحاب أبو زيد
أتدري الناس ماذا تعني كلمة الوفاء ؟! هذه الكلمة تتكون من حروف قليلة؛ ولكن لكل حرف فيها له معنى كبير، فالوفاء هو العهد أو الوعد الذي يتحلى به البعض وليس الجميع؛ فقد أصبحت صفة الوفاء سلعة نادرة في زمن امتلأ بالأنانية ونثرت فيه الطعنات والغدر. استوقفتني أبيات للإمام علي رضي الله عنه في قصيدته ذهب الوفاء حيث قال:
ذَهَبَ الوَفاءُ ذِهابَ أَمسِ الذاهِبِ فَالناسُ بَينَ مُخاتِلٍ وَمُوارِبِ
يَفشونَ بَينَهُمُ المَوَدَّةَ وَالصَفا وَقُلوبَهُم مَحشُوَّةٌ بِعَقارِبِ
وبرغم صعوبة معنى تلك الأبيات؛ ولكن مازال الوفاء تمتلكه القلوب النقية التي تتمسك بأصالتها، فيبقى الخير دائماً وأبداً حتى نهاية الزمان، ويظل الوفاء ينبض في قلوب إمتلأت بحب الله ورضاه، فسطرت تلك القلوب حروف البقاء على العهد والإخلاص.
لذا من الوفاء أن يحافظ الإنسان على العلاقات الطيبة الأصيلة التي غرزت داخله وترعرع عليها، فبعض الأحيان يكون الوفاء مكتسباً وليس محفور داخلنا فنكتسبه من حولنا، كما أن الوفاء مرتبط ارتباطاً قوياً بالاخلاص، فيعتبرا صفتين لا ينفصلان؛ ﻷنهما من الصفات التي يجب أن تتصفا بهما النفس البشرية، وخاصة في العلاقات بينها و بين البشر، فإذا امتلك الإنسان هاتين الصفتين فهنيئاً له الفوز برضا الله أولاً، وحب وتقدير الناس له في الدنيا ثانيا، ولا ننسى أن كلما كانت العلاقة مع الآخرين قائمة على أساس الوفاء والإخلاص أصبح ذلك الأساس المتين التي تبنى عليه العلاقات الإنسانية، فلا يستطيع أحداً تحريكه أو هدمه، فالأوفياء إناس ثابتون على مبدأ الحق، فهم كالجبال مهما طال الزمان بهم لا يتغيرون، فاحرصوا على الوفاء بالعهود فقلوب البعض أنهكتها ضغوط الحياة و لا تتحمل الغدر.