سأنام… كي أنساكا
علي بن سليمان اللويهي
سَأَنَامُ ليسَ لِأَجْلِ ملئ سَكِينَتِي
لكِنَّهُ سَيَكُونُ كَي أَنسَاكا
وَأَنامُ حتَّى دُونَ ضَمِّ وِسَادَتي
كَي لا يَزُورَ القلبَ طَيفُ هَواكا
وَأُحَارِبُ الأهواءَ نومِي بَاكِراً
كي لا يُداهِمُني الدُجَى ذِكرَاكا
سَأُحَرِرُ الأفكارَ من أَغلالِها
وَسَأَحلُمُ الأَحلَامَ دُون رُؤاكا
ما عَادَ قَلبِي بِالقَويِّ حُسَامُهُ
مَنْ كَانَ يُرهِبُ خَصمَهُ المِعرَاكا
وَلَرُبَّمَا مَا عُدتُ أَرصُدُ ظِلَّهُ
وَنَسِيتُ عِطرَاً يَصطَفيه شَذَاكا
أَفنَيتُ عُمرِي فِي هَوَاكَ صَبَابَةً
لَمْ يُغنِهِ فِي دَرَبِهِ مَسعَاكا
لَكِنَّنِي ذا اليَوم حُرٌ طَائِرٌ
أَرعَى النُجُومَ وَلا أَرَى مَسرَاكا
سَلَّمتُ فِكرِي لِلقَصِيدِ حِبَالَهُ
أنَّى تَرَى أَبيَاتَهَا ذِكرَاكا
وَسَطَعتُ في العَليَاءِ نَجمَاً حَالِماً
وَنَظَرتُ أَسْفَلَ لَمْ أَرَى مَرآكا
وَلَعَلَّنِي سَايَرتُ بَابَكَ صُدفَةً
أَيقَنتُ أنَّ النفسَ لنْ تُمنَاكَا
لكنَّنَي سأكون قلباً صادقاً
وَسَأَطلُبُ المَولَى بِأنْ يَرعَاكَا
وَبَصُرتُ عَينيكَ الحزينةَ مشفقاً
والقلبُ يأبى ينتصر لسَماكا