المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء التاسع: –
تناولنا في هذا الجزء معلومات مهمة عن الهجوم البرتغالي على صحار وخورفكان العمانيتين وغيرها من المدن العمانية.
الجزء العاشر: –
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى عن الإدارة البرتغالية للمناطق المحتلة.
– اهتمّ البرتغاليون كثيراً بتصنيف السلع وتكلفتها، فعلى سبيل المثال كانت كلفة القرفة الواردة إلى المملكة البرتغالية من جزيرة سيلان ألفي أو ثلاثة آلاف بارادوس، بينما أصبحت تكلفتها بعد ذلك تسعة آلاف بارادوس، بالإضافة إلى انخفاض الجودة.
– أمَر ملك البرتغال بفرض رسوم على السفن التي تعبر بحر ملقا، كما أمر أيضاً وعلى سبيل المثال عدم إنفاق ما يستلم من ثمن الخيول إلا بأمرٍ خاصّ من الملك.
– عام ١٥٢١م هو تاريخ وثيقة برتغالية تتحدث عن تقسيم العبيد الذين احتجزوا في صحار، فقام القائد البرتغالي لويس دي منزيس بتقسيم سبع عجائز وتسعة صبيان وخمس فتيات تساوي قيمتهم ٩١ بارادوس، ومن هنا يتبين لنا أن الاهتمام البرتغالي كان ينصبّ على كل شيء يدرّ عليهم الأموال.
– في ٨ يناير عام ١٥٩٨م وجّه ملك البرتغال فليب الثاني رسالة إلى فرانسيسكو ديجاما ورد فيها توجيهات بخصوص مسقط وممباسا بجمع الضرائب، وأن يكون المختصون أكثر حذراً بخصوص جمع الضرائب على إيجار الخيول والنحاس القادمين من الصين، كما أمَر الملك بإغلاق موقع الرسوم أو الجمارك في موزمبيق فيما عدا نسبة ١% فقط لمن يريد الالتحاق بالعمل في الحصن، كما طلب توضيح عن سبب تدني مستوى الدخل العام للضرائب التي تأتي من مضيق هرمز.
– قام البرتغاليون بإنشاء وزارة تهتم بشؤون المناطق التي تحت سيطرتهم في لشبونة وأسموها وزارة المستعمرات، ويعاون وزير المستمرات مجلس استشاري.
– أنشأت الحكومة البرتغالية في الهند وزارة عُرفت باسم بيت المنبأ، ووضعت سبع حكومات أو مراكز إدارية تقسم فيما بينها حكم المراكز البرتغالية من رأس الرجاء الصالح إلى مكاو في الصين.
– ومن خلال ما ورد في المراسلات البرتغالية يمكن أن نستنتج هذه المراكز الإدارية أو الحكومات السبع كالتالي: –
١- موزمبيق في شرق أفريقيا
٢- سوقطرة عند مدخل البحر الأحمر
٣- هرمز عند مدخل الخليج العربي
٤- جوا في الهند
٥- سيلان (سيرلانكا) المواجهة لخليج البنغال
٦- ملقا وهي مفتاح المضائق وبوابة السفن القادمة من الغرب إلى الصين والشرق الأقصى
٧- جزيرة مكاو عند مصب نهر كانتون.
– يعتبر نائب الملك البرتغالي في جوا مسؤولاً عن حكام المراكز الإدارية الأخرى أمام حكومة برشلونة مباشرة.
– من أهم المؤسسات التي يجب وجودها في المراكز الإدارية السبع هي مكاتب تحصيل الرسوم الجمركية لتحصيل الضرائب على البضائع والسفن التي تبحر في تلك المناطق، كما يتم تحصيل الضرائب على نشاطات الشحن والتفريغ والتخزين في كل الموانىء، خاصة العربية منها، ويتم كل ذلك بإشراف موظفين كبار يمثلون الأرستقراطية البرتغالية.
– في الخليج العربي كان يتم تحصيل رسوم بما لا يقل عن ١% على البضائع، وبالتالي كانت السفن تجبر على المرور إما على هرمز أو مسقط.
– كما كان يوجد في المراكز الإدارية السبع بالإضافة إلى مكاتب الجمارك وجود حاميات عسكرية من الجنود بجميع مستلزمات عتادهم؛ وذلك حسب أهمية المركز الإداري بالإضافة إلى بعض الخدمات الأخرى، كالمستشفيات ومستودعات الأسلحة وغيرها، فقد كانت في مسقط على سبيل المثال حامية تضم ٤٠٠ جندي و١٢ سفينة حربية على متن كل منها ٤٠ بحاراً، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى مثل المستشفى ومستودع الأسلحة وغيرها من المستلزمات والمتطلبات الأخرى، أما الحصون الأخرى التابعة لمسقط من دبا إلى قريات فكان يوجد فيها من ثمانية موظفين برتغاليين، ومن عشرين إلى ثلاثين خادماً عسكرياً.
– إن البرتغاليين كانوا يديرون المناطق الخاضعة لهم وفق مؤسسات إدارية أنشؤوها، وراعوا فيها التسلسل الإداري، ويمكن أن نلخص تلك المؤسسات حسب التسلسل الإداري التالي: –
١- وزارة المستعمرات؛
وتوجد في لشبونة ويتبعها مجلس استشاري يعاون وزير المستعمرات.
٢- بيت المنبأ؛
وهي حكومة دول الهند وتوجد في لشبونة، وهي مسؤولة عن الهند وما يتبعها من مناطق.
٣- حكومة الهند؛
وتوجد في الهند وعاصمتها جوا، والقائم عليها يطلق عليه الحاكم العام أو نائب ملك البرتغال في الشرق.
٤- المراكز الإدارية؛
وهي موزعة بين الأقاليم الخاضعة لسيطرة البرتغاليين حسب أهميتها التجارية والاستراتيجية، وتتبع الحاكم العام في الهند.
٥- هيئات إدارية؛
وتكون في المراكز الإدارية ويأتي على رأسها موظفو مكاتب الرسوم الجمركية، ثم موظفو المؤسسات الأخرى المساندة كالمستشفيات مثلاً.
٦- الحاميات العسكرية؛
وتتكون من الجنود والعسكريين واللساكرة وغيرهم، ويقصد بالسكري هو الخادم العسكري أو جندي المدفعية في جزر الهند الشرقية.
٧- الأساطيل البرتغالية؛
وقد لعبت دوراً كبيراً في نقل البريد من لشبونة إلى مراكزهم في الشرق والعكس، وتكفّلها أيضاً بحماية تلك المراكز وحماية التجارة المارة بتلك الموانىء.
– يتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن البرتغاليون هم مجرد جباة ضرائب، وكان حكمهم لتلك المناطق حكماً استعمارياً استغلالياً بالدرجة الأولى، مما أوجد ردّات فعل كبيرة من السكان، وهو ما أدى إلى حدوث ثورات ومواجهات كما سوف نرى في المقالات القادمة.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن ثورات العمانيين ضد المحتل البرتغالي.
المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار