من للوطن سوى الوطن
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
عندما يحزن الوطن لن يجد من يواسيه سوى الوطن، وعندما يتأزم الوطن لن يجد من يدعمه ويهبُّ لنجدته سوى الوطن، وعندما يأنُ الوطن لن يجد من يتألم معه سوى الوطن.
الوطن الذي أقصده هنا ؛ هو ذلك المواطن المُحب لوطنه، الوطن هنا هو ذلك الإنسان البسيط الذي يعمل مخلصاً من أجل وطنه، يكافح ويناضل من أجل إسعاده، ويسعى لديمومة السلام والأمان الذي يعيش فيه، ويكفل له عيشاً كريماً عزيزاً.
لم نجد في تاريخ الشعوب سنداً للوطن سوى الوطن، فهو من يحرص عليه، ويفديه بروحه ونفسه في كل المواقف والأحداث والنائبات.
أما ما تحدثه بعض الأبواق من التشكيك في إخلاص الوطن للوطن، فهو عارٍ من الصحة البتة، فكم تحمل هذا الوطن البسيط كل الالام من أجل وطنه وتحمل كل المشاق والصعاب؛ من أجل غدٍ أسعد ويومٍ جديد ينتظر فيه الفرج والخير والحياة الكريمة الهانئة.
الوطن صامد؛ من أجل وطنه وسلطانه، ضاربٌ أروع المثل في الصبر والإخلاص والتعاضد والقناعة الذاتية المطلقة، بأن الأوطان لا مساس بها، وأن البلدان لا تبنى ولا ترقى إلا بأهلها.
الوطن لا يملك عقاراتٍ بالملايين، ولا أرصدة بنكية ولا استثمارات يطمئن بها على مستقبله ومستقبل أبنائه، إنما يملك عزيمة صادقةً خاصةً وقت الأزمات والمحن.
الوطن لا يستحق إلا أن ترفع له الأيادي تقديرا واحتراما لما يقدمه للوطن من صبر وتضحيات؛ ليعيش الجميع في أمان.
الوطن هو من يدفع ويقدم الغالي والنفيس؛ من أجل رفعة وطنه، وهو من يتحمل كل التبعات إذا صرخ الوطن.
اليوم أتمنى إلا نقسوا على هذا الوطن، فقد كفاه ما ألم به من جراح وهموم الدهر بين مُسرحٍ وباحثٍ ومُقاعدٍ ومديون وأبناءٍ يحمل همّ كلأهمْ ومسئولية إعدادهم؛ ليرفعوا رايات الوطن.
اليوم أتمنى أن أرى الوطن سعيداً، وقد ذهبت همومه وشكواه، وعاد يمتطي صهوة المجد؛ ليبذل الروح والجسد من أجل وطنه الغالي العزيز.
رفقا بالوطن، فليس للوطن سوى الوطن إما أبواق القافزين على ثروات الوطن، والمنتفعين من خيراته بدون حق لن تُسعِد الوطن، ولن ترفع هاماته، وستذهب يوما ما هباءً كما جاءت بدون حق.
أقولها وكلي أمل بالله بأن الوطن للوطن ووطننا اليوم، هو ذلك المواطن البسيط الذي يرغب في أبسط أنواع العيش الكريم … فليس للوطن سوى الوطن.
حفظ الله أوطاننا وسلطاننا، وسائر أوطان المسلمين، وأسبغ عليهم نعمة الكريمة، ورفع عن العالمين هذه الغمة، وكفانا شر المحن …. إنه سميعٍُ مجيب الدعاء.
#سناو
الأحد : ٢١ -٨ -١٤٤٢ للهجرة
الموافق: ٤ -٤ -٢٠٢١ للميلاد