بقلم / ناصر بن سيف الجساسي
لم يكن يعلم الشيخ د/ فيصل اليعقوبي أن تُكتب شهادة وفاته بعد شهادة الدكتوراة بساعات قليلة ولم يكن يعلم أهله وإخوانه وهم يعدون العدة لاستقباله بالتهاني والاحتفالات أنهم سيجهزون كفنه ويحددون مكان العزاء حينما يصل أرض السلطنة.
ولم يكن خبر وفاته صدمةً لأهله وأقربائه بل هو صدمة للجميع فقد ضجت عمان من أقصاها إلى أقصاها وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل خبر وفاته بعد حصوله على شهادة الدكتوراة بساعات قليلة .
مع الناس إنطمست شهادة الدكتوراة إثر صدور شهادة الوفاة مباشرةً ولم يكن للشهادة العليا أي معنى وقيمة مقابل الموت ومع الله هي شهادة خالدة ويثاب عليها فيصل وطريقه للجنة إن شاء الله فقد قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم : منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ. رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
نعم يعتصر الحزن قلوبنا على فراقك يا فيصل ولا إعتراض على قضاء الله وقدره وسيفتقدك طويلاً أهلك وأبنائك أكثر من أي شخص آخر وعزائهم أنك سافرت لطلب العلم وعدت محمولاً موشحاً بأرقى الشهادات وستصبح ذكرى وفاتك قدوة لهم ولكل طالب عالم وفي المقابل نغبطك على هذه النهاية العظيمة التي توجت بها مسيرتك العلمية والعملية فارشاً سجادتك بإتجاه مكة المكرمة فلا ندري نحن أي نهاية تنتظرنا وفي أي أرض سنموت ؟!
وقفة أخيرة :الموت هو طريق كل حي ونهاية كل إنسان وعلينا أن نجد ونجتهد لأن تكون نهايتنا رائعة يفتخر بها أبنائنا تماماً مثل فيصل “رحمه الله”.