لا تجتمع جنة ونار، ولديك الخيار
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
لا يوجد شخص لا يُحب الجمال، وإن اختلفت التعاريف الخاصّة به، فمن الصعب الإتيان بتعريف شامل وموحد له، فالجمال جمال الروح والنفس وجمال المكان، وجمال التصرف والسلوك، وجمال التكلم والإنصات، فأنماط الجمال كثيرة ومتعددة، وكل هذه الأنواع لها مردود إيجابي على النفس البشرية؛ إذ تبعث فيها الشعور بالسلام والحب والسعادة، ودورك فقط أن تبحث عنه وتكتشفه وتملكه كي ترى كل شيء جميل.
قد تكون الحياة مليئة بالكثير من الضغوطات والمنغّصات التي نمر بها يوميًا، وهي متعددة ومتلونة مثل الحزن، والفقر، والحروب، والبطالة وغيرها، ولكن التركيز على هذا الجانب المظلم فقط يعدّ جرم في حقك وحق الآخرين، فالحياة أيضًا بها الكثير من مظاهر الجمال، وإن كنت لا تراه اصنعه لنفسك، فالجمال صناعة وإبداع يحتاج منك أن تبصره بعينيك، يقول أوشو: “عندما ترى الجمال في الحياة، فإنّ القبح يختفي، وعندما تعيش الحياة ببهجة، فإنّ الحزن يختفي، لا تجتمع جنة ونار، ولديك الخيار”.
إنّ النظر للجانب الجميل والأشياء الجميلة في هذه الحياة يجعل العالم في نظرك مبهجاً، فيتحسن مزاجك، ويجعل روحك أكثر جمالًا؛ وهذا لا شك ينعكس على حياتك التي تعيشها، وصفاتك وتصرفاتك فتحبب الناس فيك.
فالحياة مدرسة جميلة نتعلم منها الكثير، وكل شخص يرى جمال الحياة من وجهة نظره، فهناك من يراها جميلة مع أسرته، ومنهم من يراها مع أصدقائه، والبعض يراها في التّسوق أو في تأمّل الطبيعة أو في العمل أو في السفر، المهم أن تركز على الجمال الذي تراه وتجعله مصدر إلهامك لجمال الدنيا، والنظرة التي من خلالها ترى الجانب الإيجابي في هذه الحياة، ألا يكفي ما يدور حولنا من جوانب نراها قبيحة؟!
نعم يكفي.. ويجب أن ننظر لكل ما هو جميل ونتفادى القبيح منها؛ لكي نبعث في نفوسنا الشعور بالسعادة والارتياح. ولا ننسى بأنّ الحياة مؤقته؛ ولهذا يجب أن نعيشها في سلام وحب وجمال، فاختر الجمال المناسب لك، وعِشْ حياتك، وكما قال إيليا أبي ماضي:
كُنْ جميلاً.. تَرَ الوجودَ جميلا.