شرفة حياة وحلم
خولة محمد
أيها الغيث الحاني الدافئ
لقد خضت من الهم قبلك ما خضت
قد تلاشى جمال الحياة أمامي
أصْبَحَتْ لحظاتي باهتة
فطفقتُ أتسائلُ لمَ الحياة؟
ثم أتيتَ كجوابٍ لطيفٍ عن تساؤلاتي العابثة
أتيتَ كنصٍ عذبٍ في روايةِ حرب
أتيتَ لتملأَ فراغاتِ قلبي
ولتجفف مدامع أحلامي المتناثرة
جعلتني أرتشف _ من جديد_ عذوبة الأيام
فتحتَ لي شرفةَ حياةٍ وحلم
أراك تجمع أحزاني
وتثقل بها لِأُشْرِق
وبجانبِ ذكراكَ أنا كذلك
قريرةً مشرقة.
ثمَّ إذا ما حلَّ الجفاف
لا تسأل لمَ تكتبين بشحٍ؟
أنا أكتبُ في مواسمِ المطر
إذا جفَّتِ الأرض يجف حبري كذلك
كلما زاد جفاف المناخ زاد تيبُّس صفحاتي.
إنه من المحزن لفتاة تعشق نغمات المطر
أن تبقى بعيدةً عنه
أن يتسِّم مناخها بالجفاف الصحراوي
من بعد المطر
أيُّ إلهامٍ ستحظى به؟
أتذكر أولى محاولاتي لنظمِ أحرفٍ
ٍكانت في مساءٍ ممطر
أيها المطر..
ما بالنا نشتاقُ إليكَ وتزيدُ بُعْدا
لمَ يبخلُ الغيم بك؟
كأنك نفيسٌ لدرجةِ أن من يحملك
لا ينفك عن إحتضانك!
كم أنتظر فصل الشتاء بنفادِ صبر
أتوق لرؤيةِ تلكَ القطرات تنحدرُ برتابةٍ على زجاج الشبابيك،
وأكثرُ صوتٍ أفتقدهُ هو صوتُ المزاريب
تهطل بعذوبةٍ
تسقي أحلامنا
تُمتِعُ ناظرنا
فلتخضري أوراقي
ولو ابتعد !