عن أي تعليم نتحدث وأبناء القرى بلا شبكة إتصالات
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
من المؤلم جداً أن ترى ذلك الطفل الطالب للعلم يصعد على قمة جبل للحصول على نقطة إرسال شبكة الإتصالات في تلك القرية بين الجبال تحيط بها ثلاث محافظات بواقع أربع ولايات، قرية حيل الخنابشة التابعة لولاية ينقل وتتوسط محافظات الظاهرة وصحار والبريمي، تحيط بها ولايات البريمي وضنك وينقل وصحار، قريبة من الخدمات الأساسية بشبكة طرق معبدة تربط تلك الولايات بمحافظاتها، سكانها يسألون عن سبب عدم إلتفات الجهات المعنية لمطالبهم، طلاب المدارس فضلوا الرحيل عن قريتهم نافرين بسبب عدم إمكانية إلتقاط إشارات شبكات الإتصالات، التي تحتاج إلى جهد للحصول عليها، بعضهم تسمَّر في أعالي الجبال، والبعض قطع الكيلومترات للوصول إلى منطقة تصلها تلك الشبكات، والبعض انتقل إلى ولاية البريمي خلال أيام الدراسة كي لا تفوتهم الدروس، هل يعقل ونحن في العام 2021 ولا زلنا نعاني من عدم وجود هذه الخدمات الأساسية؟! وعن أي تعليم عن بعد نتحدث؟!
تمكن الأهالي من لقاء وزير النقل والإتصالات سابقاً وحدثوه عن معاناتهم إضافة إلى المخاطبات المتكررة منذ أكثر من (12) عاماً، ولكن بدون جدوى فمشكلتهم الرئيسة لم تحل فقط ووعود لا تتحقق، توجهوا إلى شركات الإتصالات على أمل حل تلك المشكلة ولكن لا توجد بوادر لحلها أيضًا، وعلى حد قولهم نحن لا نلوم حكومتنا الرشيدة ولكن نطالب الجهات المعنية بالنظر في هذه المشكلة وإيجاد الحلول لكي يتمكن طلاب المدارس والجامعات من مواصلة دروسهم، فهم منقطعون عن الدراسة والأسباب معلومة والحل بأيديهم، ويتساءلون لمن نوجه اللوم ومن نطالب إذا كانت الجهات المعنية لا تلتفت لمطالبنا؟
الأهالي في تواصل مستمر مع بعض وسائل الإعلام والمؤثرين في وسائل التواصل الإجتماعي متأملين أن تلقى مطالبهم الإستجابة، ومن هنا عبر هذا المنبر أرجو أن تصل رسالتهم وتلقى الإهتمام، صور عديدة أرسلت ومن يشاهدها يقف وقفة صمت فلا ساكن يتحرك ولا أوامر تأتي لترى هذه القرية النور وتبصر برسم الإبتسامة على شفاه أطفالها طلاب العلم، فهل يقف المسؤول مكتوف الأيدي بعد قراءة ما نكتب وما يشاهد من الصور التي التقطت لأطفال يتسلقون الجبال ببصيص من الأمل بالحصول على شبكة الإنترنت؟
قرية حيل الخنابشة تعاني ويعاني سكانها وخصوصاً أطفالها بعد توقفهم عن مواصلة دروسهم والسبب عدم وجود شبكة إتصالات تفي بالغرض، فهل يرضي هذا الحال المسؤول؟
نتحدث عن حكومة إلكترونية ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك والأسباب معلومة، نتحدث عن التعلم عن بعد ونحن بعيدون عن تحقيق أساسياته، ذلك الطفل الذي يعاني ويتمنى أن يكون مثل أقرانه أبناء المدن، فأي صبر وأي معاناة يتحملها ولي الأمر حين يعود ابنه مكسور الخاطر إذ لم يتمكن من حضور حصصه الدراسية؟
فهل يصل صوت أبناء هذه القرية ويتحرك المسؤول من كرسيه ويوجه بحل هذه المشكلة؟
فنحن لا نطالب بأكثر من تقوية تلك الشبكات وعليكم تحمل المسؤولية تجاه أبناء المجتمع فهم جزء من هذا الوطن وهذا من أبسط الحقوق، أتمنى أن تصل الرسالة وتلقى القبول فما لنا في ذلك إلا مصلحة الوطن والمواطن.