لا أملك رفاهية التوقف!
وفــاء المهيرية
كانت إحدى دكتورات الحرم الجامعي،
تراني بدفتري وقلمي، وحتى في حصصها الدراسية تراني هكذا!
كانت دائما تقول:وفاء تكتُب وتَكتُب..
كُنت أضحك حينها، لمَ تقوله لي، ولكني لا أعلم لم أنا أكتب كُل شيء! ، لِم أقوم بفعل ذلك حتى!
ولكني وجدت اليوم إجابة لسؤالي
“أنني لا أملك رفاهية التوقف” مثلما تقول:(منصورة عز الدين )..
نعم أنني أكتُب، وسأضل أكتُب، وسيضل قلمي يرافق إصبعي، وأوراقي مُبعثرة في كل مكان في المنزل، حتى لا يكون هناك مُفترق طُرق بيني وبين لحظات إلهامي، تلك اللحظات القلبية، ذلك الخشوع الذي يصمد إليه كُل شيء بداخلي، يصمد -في سجود- لعظمة الخالق الذي نفخ في داخلي شخصية الكاتب هذه..
“إنني لا أملك رفاهية التوقف”، لا أملك القدرة والسيطرة على جميع التفاصيل التي تجعلني أنهمك بشغف وأعود لأتلذذ بلحظات الوجود التي أستكين فيها مع ورقة مُمزقة -قد يراها البعض مُهترئة ولا فائدة منها-، مع أيّ قلمٍ يفي بمساعدتي على التدفق، حتى وإن كانت ألواناً خشبية ساقطة على الأرض! لا يهم كل ما يهم أن أُترجم عواطفي اللآمُنتهية، عواطفي التي قد لا يسعها شخصية واحدة في داخلي، تارةً يقودها الفنان، وأحياناً أخرى شخصية الكاتب، وغيرها من الشخصيات التي تظهر حسب الوضع الذي أحتاج أن أُعبر فيه عن ذاتي حينها!
أنا دائمًا لا أختار الكتابة، هي من تفرض نفسها علي!
لا أختار الوقت، هي مَن تجبرني على استقطاع الكثير من الوقت أثناء عملي حتى ننفرد معاً و أعود إليها من جديد..
يارباااه!
أنا في ذهول من قدرات الإنسان التي لا يمكنه أن يحصرها في زمنٍ كهذا..
حتى وإن لم يكن هناك جمهور يريد قراءة ما أنا أكتبه سأظل أكتب وأكتب وأكتب، حتى وإن لم أنشُر سأظل أكتب لأجل الكتابة واحترامًا لشخصية الكاتب التي تُريد أن تُعبر عن ذاتها في الوقت الذي تُحدِدهُ هي فقط.