المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الرابع : –
كان عن وصول فاسكو ديجاما إلى الهند وما دار في هذه الرحلة من أحداث.
الجزء الخامس: –
مقالنا لهذا اليوم سوف يكون إن شاء الله تعالى عن السياسة البرتغالية لإغلاق المضايق في المنطقة وما تخللها من أحداث.
– كانت خطة البرتغاليين لإغلاق التجارة في وجه منافسيهم خاصة العرب والمسلمون تتمثل في أربع خطط رئيسة وهي: –
١- إغلاق منفذ البحر الأحمر وذلك باحتلال عدن وباب المندب وجزيرة سوقطرة.
٢- احتلال هرمز وهو مدخل الخليج العربي
٣- احتلال المدن العمانية؛ لأهمية موقعها الاستراتيجي.
٤- احتلال مضيق ملقا؛ لأهميته الاستراتيجية للتجارة القادمة من الصين وبعض مناطق الهند الصينية.
– عام ١٥٠٦م انطلق الأسطول البرتغالي المكون من ١٤ سفينة حربية بقيادة ترستان دي كونها ووصل إلى الساحل الشرقي لأفريقيا فقام بمهاجمة وإخضاع مدن لامو وبراوة ومقديشو التي قاومت بشكل عنيف الهجوم البرتغالي واستطاعت الصمود؛ بسبب مناعة حصونها مما جعل البرتغاليين ينصرفون عنها.
– عام ١٥٠٧م وصل الأسطول البرتغالي إلى جزيرة سوقطرة وكانت تحت حكم السلطان إبراهيم الذي رفض مطالب البرتغاليين فقاموا بمهاجمة المدينة بشراسة كبيرة واستطاعوا احتلالها بعد مقاومة كبيرة وبطولية وقام البرتغال بإعادة ترميم القلعة المدمرة بفعل هجومهم وأطلقوا عليها اسم السينت توماس.
– في ٧ أغسطس عام ١٥٠٧م غادر القبطان ترستان دا كونها إلى الهند وترك خلفه البوكيرك في سفينة القيادة سيون الذي قام بمهاجمة عدن، إلا أنه فشل في احتلالها أو السيطرة عليها.
– قام السلطان اليمني الظافر عامر الثاني بإرسال أسطول مكون من ١٤ سفينة مختلفة الأحجام تحمل على متنها ٦٠٠ مقاتل لمواجهة البرتغاليين ولكن لا يعتقد المؤرخون بأن هذا الأسطول استطاع مواجهة الأسطول البرتغالي المتطور في ذلك الوقت.
– عام ١٥٠٧م أرسل السلطان قنصوة الغوري ملك الدولة المملوكية حملة بقيادة حسين الكردي لحماية مدخل البحر الأحمر وهو محاولة لحماية العالم الإسلامي من الاحتلال البرتغالي.
– عام ١٥٠٨م استطاع القائد المملوكي حسين الكردي هزيمة البرتغاليين عند مدخل البحر الأحمر في موقعة شول البحرية.
– في ٣ فبراير عام ١٥٠٩م استطاع نائب الملك البرتغالي فرانسيسكو دالميدا أن يفاجئ الأسطول المملوكي الإسلامي وأن ينزل به هزيمة قوية في معركة ديو البحرية على السواحل الهندية.
– توجه البوكيرك إلى هرمز التي يحكمها فتىً صغيراً لا يتجاوز عمره ١٢ سنة يُدعى سيف الدين ويحكم هذا الفتى بمساعدة مجلس وصاية على الحكم برئاسة كوجيه عطار وهو رجل شجاع وداهية.
– بعد أن علم الهرمزيون بتوجه الأسطول البرتغالي ناحيتهم بدأوا بالاستعداد للمواجهة فقام كوجيه باستئجار بعض الجنود من العرب والفرس كما استولى على جميع السفن الموجودة في الميناء وقام بجمع جنود من الأقاليم التابعة لمملكة هرمز.
– وصل البوكيرك إلى هرمز فوجدها تعج ب ٢٦ ألف مقاتل و٤ آلاف فارس و٤٠٠ سفينة، ستون منها من الحجم الكبير و٢٠٠ قارب محمل برماة السهام والمدافع، أي أكثر من ثلاثون ألف مقاتل و٦٠٠ سفينة مختلفة الأحجام.
– وجه البوكيرك دعوة إلى ملك هرمز يطلب منه إعلان الولاء للملك البرتغالي ولكن تم رفض طلبه لذلك اشتعلت الحرب بين الطرفين ورغم صغر الأسطول البرتغالي مقابل الأسطول الهرمزي إلا أن البرتغاليين حققوا نصراً كبيراً وحاسما.
– أجبر البوكيرك الهرمزيين على توقيع اتفاقية ألزمتهم بدفع جزية سنوية للبرتغاليين وإعفاء البضائع البرتغالية من الرسوم الجمركية وإنشاء حاميات برتغالية يختار مكانها الهرمزيون وتم تحديد جزر قشم وترمباك ونابند.
– عام ١٥٠٩م تم مكافأة البوكيرك على إنجازاته الكبيرة بتعيينه نائباً للملك البرتغالي في الشرق خلفاً لدالميدا.
– في نوفمبر عام ١٥١٠م قام البوكيرك بعد توليه المنصب الجديد بالاستيلاء على مدينة جوا الهندية الواقعة على ساحل المليبار وقرر اختيارها عاصمة لممتلكات البرتغاليين في آسيا.
– عام ١٥١١م قام البوكيرك بالاستيلاء على ملقا بعد أن قام بإحراقها ونهبها وأنشأ فيها قاعدة برتغالية ليعزز سياسة إغلاق المضايق.
– عام ١٥١٣م حاول البوكيرك احتلال عدن التي تعتبر مدخل البحر الأحمر ولكنه لم يستطع؛ وذلك بسبب قوة تحصينها ومقاومتها الشرسة.
– في فبراير عام ١٥١٥م تحرك البوكيرك بأسطول قوامه ٢٦ سفينة و٢٢٠٠ مقاتل منهم ١٥٠٠ جندي برتغالي و٧٠٠ مقاتل مليباري إلى عدن وفي الطريق وصلتهم معلومات عن ثورة في هرمز فأخمدها كما قام بقمع ثورة نشبت ضدهم في مكران.
– عام ١٥١٥م وبعد أن أخمد الثورات التي نشبت ضده عاد البوكيرك إلى جوا وساءت صحته في الطريق وهلك أثناء عودته للهند في البحر وقبره موجود فيها.
– تم تعيين ألفونسو دي نورونها بعد هلاك البوكيرك في منصب نائب ملك البرتغال في الشرق وقد اجتهد كثيراً للمحافظة على السيطرة البرتغالية على ما تحتها من مدن.
– في ٢٧ يناير عام ١٥٥٢م بعث نائب الملك الجديد برسالة إلى ملك البرتغال يوضح فيها ضرورة مواصلة سيطرتهم على مناطق الخليج العربي وصولاً إلى البصرة وكذلك تحصين بعض المناطق الاستراتيجية لاسيما مسقط.
– حاول البرتغاليون بشتى الطرق السيطرة على عدن ولكنهم لم يستطيعوا ذلك مما اضطرهم إلى عقد معاهدة مع ملكها محمد شيخ علي.
– في ١٢ فبراير عام ١٥٤٨م وقع دوم خلو دي كاسترو معاهدة وحدة وصداقة بين البرتغال وعدن ونصت على إعفاء التجار البرتغاليين من دفع الضرائب وإعفاء السفن البرتغالية المحملة بالبضائع من الضرائب كما نصت المعاهدة على حرية التجارة لهم على أن يعتبر التجار الهنود رعايا برتغاليون ويكون لهم حق الدخول إلى مدينة عدن ومياهها.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الاحتلال البرتغالي للمدن العمانية.
المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار