طلال بن سالم الخنبشي
وما زال شريط الذكريات يمر امامي بوجع ، صحته فمرضه ، فسفره ، ثم رجوعه لارض الوطن ليلفظ انفاسه الاخيرة على تراب هذا الوطن الغالي .
ما زال صوت دقات قلبه وهي تنخفض ترن في اذني ، ما زال نعشه وهو يحمل الى داخل بيتنا لم يبارح ذاكرتي .
من هنا أبدأ حكايتي مع السفر عبر الزمن
ففي ليلة من الليالي رأيت أبي في حلمي ،رأيت أنني استطعت أن أعيده إلى بداية مرضه عن طريق السفر عبر الزمن، وأقول لأمي أنظري هنا بدأ مرض أبي وهو طريح الفراش . حاولت التدخل بأن أساعده عن طريق التعامل مع الزمن، ولكن شيئا ما منعني، ثم أخذته الاسعاف إلى المستشفى ولم استطع التدخل في أي شيء كأن الوضع مثل شاشة تلفاز يعيد بالشريط إلى الوراء.
عندما أذن الفجر استيقظت بعد حلمٍ طويل مع السفر عبر الزمن .
شغفني الفضول لأعرف المزيد عن السفر عبر الزمن، و كيف لي أن أعيد بالزمن إلى الخلف حتى يتسنى لي اعادة ابي الى الحياة ، ليتسنى لي ان اخدمه وان لا اقصر معه و اكون له سمعاً وطاعه .افتقده حقا واعلم ان اعادته بالشيء المستحيل ، النعمة لا يشعر بها الا لحظة فقدها .آه ما اصعبها من لحظات يعجز القلب ان يتحملها ،لا زلت اتذكر بكاء امي فوق جسد ابي تودع ابيها ونصفها الثاني ، لا زلت اتذكر دموع اخوتي وقد غاب عنهم السند ، لا زلت اتذكر نحيب اخواتي وقد غاب عنهم الحنان ، لا زلت اتذكر كل شي ، لم يبارح قط ذاكرتي .
كم يسكننا الحزن، ونحن نودع أبا ضمنا بين حناياه ، ليربينا حتى نصبح خير خلف لخير سلف ..أبا عالما مربي ينام وبيده كتبا لم يقرأها الجيل الحالي بعد ..وملجأ حاجة من قريب أو بعيد. .
حياته حافلة بالعمل والجد والاجتهاد والبحث في ما هو خير للناس.
والديك احسن لهما وكن لهما عونا وسند وفخر فدعائهم المستجاب لا تجده كل يوم و الزمن لا يرجع للوراء.عودتي بالزمن للوراء ربما تكون فكرة مجنونه ولو كانت في الحلم ولكن قبل حوالى 350 عاماً، وفي معرض شرح القواعد الفيزياء العامة، كتب العالم الإنجليزي سير اسحاق نيوتن عن الزمن يقول: “لست بحاجة لأن أشرح ماهية الزمن لأنه من المطلقات المتعارف عليها”. لكن الحقيقة أن تصور نيوتن كان بعيداً عن الصواب، على الأقل من وجهة نظر الفيزياء الحديثة.
إن تصور الزمن كقطار يتحرك في خط مستقيم دائماً وبسرعة ثابتة هو مجاف للرؤية التي شرحها الفيزيائي ألبرت آينشتاين في نظريتيه النسبيتين الخاصة (1905) ثم العامة (1915) قبل أن تبرهنها التجربة العملية. ما تقوله النسبية ببساطة هو أن الزمن ليس قطاراً لا يعود أبداً للخلف، بل هو متغير يعتمد على تفاعل الكائن الذي يرصده مع بيئته الخارجية وسرعة حركته في المكان واتجاهها.
هل السفر في الزمن ممكن؟
وإذا كان الزمن “نسبياً” غير مطلق بالفعل، فهل يعني هذا أننا إنْ أوجدنا وسيلة لكي يُبطىء الزمن حركته بالنسبة لشخص ما أكثر من الآخرين، فسوف ينتقل هذا الشخص إلى “المستقبل” بأسرع مما نفعل نحن؟ هل هناك أصلاً ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن التحرك عبر الزمن من الممكنات؟ أم أن هذه الفكرة سوف تظل حبيسة أفلام الخيال العلمي التي ربما أساءت إليها أكثر مما نفعتها وجعلت الكثيرين يستخفون بها؟