الرضا الوظيفي بين الآمريــــــــــــــــن
محمد بن سالم الجهوري
كما هو معلوم أن الرضا الوظيفي هو كل ما يتعلق بالشعور النفسي والسعادة والتوجه الإيجابي الذي ينتاب الفرد من العمل الذي يقدمه للآخرين، وهُنا نجد أن الفرد يكون راضيًا عن مختلف الجوانب المتعلقة بما يقوم به من الناحية الإدارية والفنية ومختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية الأمر الذي ينعكس بطبيعته على الإنتاجية وتحقيق الأهداف.
وكلما زادت درجة الرضا بالعمل الذي يقوم به الفرد زادت الإنتاجية الأمر الذي بدوره يؤدي لرفع مستويات الأداء والعطاء، كما أن سلم الطموح والقبول لدى الفرد يكون في أقصى درجاته، وهو بطبيعة الحال ما ينعكس على رفع القدرات وتسخير المهارات من أجل بلوغ جميع الأهداف الوظيفية والحياتية.
هناك العديد من العوامل المؤثرة على رضا الفرد من عدمه لوظيفة معينة وتقبله لها ومن بين هذه العوامل ما يتعلق بذات الفرد نفسه وقناعاته وأهدافه الخاصة، وما يتعلق بطبيعة الوظيفة وتجديداتها من عدمه، وما يتعلق بمستوى التوازن بين القائم عليها وماهيتها تعليمًا وتنظيمًا وتقدمًا، وما يتعلق بمستويات الأجور وساعات العمل وطبيعة الإدارة القائمة عليها.
فالتكيف مع بيئة العمل والشعور بالاحترام للذات وعدالة التنظيم وفاعليته وإشباع الحاجات والتوزيع العادل للحوافز والمكافآت يدفع الفرد ويحفزه لبذل المزيد من الجهد والبذل لتحقيق مختلف أهدافه الوظيفية والسعي لتجويد العمل وإتقانه والبحث عن كل جديد في مجاله وتحديثه فكرًا وسلوكًا ليصبح المسار في حد ذاته قيادة إنمائية للفرد في وظيفته.
أما مسألة التناقض وعدم التوازن بين الفرد والوظيفة يرفع من مستوى التوجهات السلبية في تأدية العمل لعدم التقبل والشعور بعدم الرضا أو عدم التناسب بين مستوى القدرات التي يتحلى بها الفرد وطبيعة الوظيفة التي قد تكون غير ملائمة وغير متوافقة مع أهدافه الأمر الذي يخلق ضعف في الإنتاجية وتراجع في تحقيق الأهداف وبالتالي ترك العمل لترتفع معها مسألة دوران العمل.
وهنا قد يقع الفرد بين أحد الأمرين: أولاً التقبل المؤقت للعمل مع عدم الشعور بالرضا بالتالي يكون تحت وطأة التوتر والقلق المستمر لمستقبله مما يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض الدافعية لديه وتراجع في تأدية العمل بالشكل المطلوب ليكون بذلك مستوى الإنتاجية ضعيف. ثانيًا التأقلم مع بيئة العمل رغم الاختلاف بينهما وهو أمر قد يكون بدرجة القبول بالواقع ومحاولة الاندماج بأداء العمل حسب الرسمية المطلوبة والتي في كثير من الأحيان تصاحبها الروتينية المعتادة التي تبتعد عن التجويد والابتكار أو توسيع دائرة العمل، وقد يحدث تفعيل وتحسين لذلك الأداء نتيجة التأقلم الوظيفي مما قد يكون أحد الشرايين المغذية للرضا الوظيفي مستقبلاً والتي قد تنمو تدريجيًا. فالعلاقة بين تأدية العمل والرضا أمر هام لبنك الإنتاج، فالرصيد العالي من الرضا يصاحبه سيولة متوفرة ودائمة ومتجددة في الأداء، كما يمكن للأداء أن يكون شيكا متأخرا للرضا الوظيفي المرتبط بالمناخ التنظيمي السائد لطبيعة العمل ذاته.