قصص وروايات
أنثى خارج الورق
مريم الشكيليه
هل تصورت يوماً أن تراني أخرج من نفق الورق….
أن تراني أسير على رصيف حجري وتسمع صوت خطواتي.
وأن أجلس في زاوية بعيدة من زوايا مقاعد المنصة لا تراى مني سوى الظل الملاصق بي.
هل تصورت يوماً أن يأتيك صوتي عبر الذبذبات الصوتية في الثامنة صباحاً؛ لينتشلك من بقايا نومك، وأن تجوب مستعجلاً؛ لتلطقت أشياءك المبعثرة ليلاً حتى تلحق بخيوط الوقت الهاربة منك.
وأن ترتشف نصف فنجانك وأنت ترقب عقارب ساعتك وهي ترتشف الوقت من جدول أعمالك.
أن تحاول تجاوز عالم الأحياء للوصول إلى حلمك المعقود بوجهتك.
هل تصورت يوماً أن أصطدم بك بحضور مكتملٍ بلا إنابة ولم تحدث تلك الاهتزازات الأرضية.
وإنني عبرتك دون ضجيج فقط تصادف أن وقع قلمي كوقع المطر بمحاذاتك..
وإنني عدت أدراجي وصعدت سلالم الورق وأقفلت أبواب السطر وغيرت عنوان بريدي.