في قاعة الانتظار ( الجزء الثالث )
خلفان بن علي بن خميس الرواحي
وإنما جاءت لتسأل عن الموقف الذي حدث بينها وبين صاحبة العباءة ذات اللون الأخضر فبادرتها بالسؤال:
عُذراً، كان لديّ استفسارٌ بسيط إذا سمحتِ لي.
ردّت عليها: بكلّ سرور.
تسألين عن الرواية أو كتاباً آخَر؟ المرأة: لا هذا ولا ذاك، بل موضوعٌ آخر.
ماذا حدث بينك وبين تلك المرأة؟
أيّ امرأة؟
ردّت عليها وكأن الأمر أصبح لا يعنيها وانتقلت لحالةٍ مزاجيةٍ جديدة مع روايتها وعالمها الجديد، تلك المرأة لن تتركها حتى تعرف كل القصة وماذا حدث خلال الحديث.
تقترب الثانية وتجلس إلى جوارهما لتشاركهما الحديث وإنْ ظَهر لها أنه ممللٌ من الضيق الذي يظهر على صاحبتها، تمدّ يدها وتقول:
هذه أمل وأنا بشارة، تردّ عليها السلام وتصافحها، وأنا رندا، تنظران لبعضهما البعض وفي نفسيهما أمرٌ ما، أنّ المظهر الذي هي عليه لا يتطابق مع الاسم مطلقاً.
تقطع حبل التواصل الذهني بينهما:
لا تستغربا، نعم اسمي رندا وهذا الاسم قد يكون لا يتطابق مع ما أنا عليه، هذا ما تظنّانه، رندا لا بدّ أن تكون فتاةً بلباسٍ جميل، متأنقة تضع المكياج والعطر الفوّاح وتنتعل الكعب العالي وتلبس العباءة المفتوحة وتحتها البانطلون الضيق، تلك رندا، وأما ما أنا عليه الآن فالأنسب عليه اسم موزة، رندا كان يتأقلم مع صاحبة العباءة ذات اللون الأخضر وليس أنا أليس كذلك؟
سكتت وأشاحت بوجهها عنه . بشارة: عذراً لم نقصد كل هذا الكلام الذي خطر ببالك.
أمل: نحن جئنا نسأل فقط عن الحدث الذي وقع بينك وبينها.
رندا: حسناً، لا تثريب عليكما، سأقصّ عليكما القصة من البداية وحتى النهاية مادام في الوقت بقية ولم يصل لنا الدّور بعد.
أمل وبشارة: ونحن نسمعك تفضلي، بالمناسبة ما اسمها؟
نظرت كلّ من أمل وبشارة لبعضهما. قالت بشارة: الحقيقة لم نسألها عن ذلك وهي لم تقل لنا اسمها، فقط أعطتنا بطاقة عليها أرقام هواتفها. تُخرج أمل البطاقة التي دسّتها في في واحد من جيوب حقيبتها، هذه هي، تنظرلن في البطاقة معها بحثاً عن الاسم، كانت البطاقة في عيونهن باتساع العالم مع صغر حجمها.
رندا: ليس هناك اسم، هي مجرد أرقام هواتف، قد تكون ليست لها.
أمل: لا يُعقل هذا، هي طلبت منا أن نتواصل معها من خلال هذه الأرقام وهذا رقم الواتساب (تشير إليه بأصبعها ذات الخاتم ذو الفص الأزرق بشكله الدائريّ).
نظرت له رندا دون أن تكترث بالبطاقة والهواتف وقالت: ما هذا الذي تضعينه على أصبعك؟ أقصد الخاتم، جميل، أضاف تألّقاً وإشعاعاً ليدكِ، مع تلك النقوش من الحناء التي تناسقت مع تفاصيله.
بشارة تنظر لأمل وتبادرها بالقول: لحظة، سوف أسأل فتاة الاستقبال عن اسمها وأعود إليكما بالخبر الأكيد، تنهض بشارة وتعدّل من هيئتها قليلاً وتتّجه نحو طاولة الاستقبال وتفرد وجهها بابتسامةٍ عريضةٍ وتقترب من الفتاة، عندما التصق جسمها بالطاولة ظهرت مفاتنه المملوءة الصدر والأرداف والعجُز كما ظهر طولها وجمال وقفتها وشدّ من كان في القاعة، تنهض موظفة الاستقبال: تفضلي بماذا أستطيع أن أخدمكِ؟
بشارة: وهي تميل رأسها وتقترب من أذُن الموظفة وكأنها تهمس لها بسرّ: تلك المرأة التي جاءت قبل قليل، تناديها.
الموظفة: تقصدين شوانة؟
بشارة: أقصد تلك المرأة ذات العباءة الخضراء المتأنّقة.
الموظفة: نعم هي اسمها شوانة، ماذا الذي تريدين معرفته عنها؟
في الجزء الرابع أحداث جديدة انتظرونا