2024
Adsense
مقالات صحفية

القيَادَةُ الصفّيّة للمُعَـِّلمِ

محمد سالم الجهوري

يعملُ العديد من المُعلمين على تقديمِ أفضل ما لديهم في العملية المتجددة للتعلم والتعليم من خلال إعادة صياغة الواقعِ التعليمي بما يتناسب مع الوضع الحقيقي، وَالوقوفِ على مسبباتها والأخذ بمختلف نماذجها وجوانبها؛ لأجل النهوض بها في ضبط وقراءة الحاضر من أجل البناء المستقبلي.
التغير المستمر الذي يشهده العالم اليوم في مختلف الجوانب يدفع المعلم لمعرفة مختلف الاتجاهات والمتغيرات في مجال العملية التعليمية التعلمية وفق أنماطٍ قيادية منسجمة مع أدوات التعلم والتعليم ومناخها الصفّي المناسب المتمثل في نقل المعرفة وإيصالها للطلبة بالشكل المناسب عبر قنواتٍ سلسة ومرنة ينتهجها المعلم تتأقلم مع الأسلوب المتبع والمتمثل في النمط القيادي للصف الدراسي الذي لا بدّ وأن يتلون باللون الإيجابي للعملية التعليمية التعلمية.
إن إدارة التعلم وعملية التنظيم وتوفير المناخ الدراسي والاجتماعي والنفسي الملائم للتفاعل في الغرفة الصفية ينطلق من طبيعة النمط المتّبع من قِبل المعلم، حيث تتجلى الآلية المتبعة من قِبله في المهام والأدوار القيادية مع الطلبة من توجيه وإرشاد وتحفيز وتنظيم وتقييم وتقويم وتعليم لينعكس تلقائيًا هذا الدور على الطلبة أنفسهم، فيكون بذلك قد رسّخ فيهم الأدوار القيادية بطريقة تعامله، ممّا يدفع الطلبة للمزيد من الاجتهاد والشعور بأهمية دورهم وقدرتهم على اتخاذ القرار وحُسن الاختيار.
فالمعلم يقوم بعملية تسهيل وتيسير وإدارة العملية ككلّ، وهو مركز القيادة المغذي لبناء القادة تفاعلاً وانسجامًا وإيقاظًا للرغبة والقدرة الكامنة لدى الطلبة في الغرفة الصفية من أجل بلوغ الأهداف التعليمية التعلّمية. فالمتأمّل في القيادة الصفية ومدى انعكاساتها وطبيعة مخرجاتها ما بين المعلم والمتعلم لها تصنيفات متعددة وصعبة للغاية، فالتعامل ينصبّ على معرفة السلوكيات المحيطة وفروقاتها ومدى التأثر والتأثير بها وكيفية إدارتها وتعديلها بما ينسجم مع الرؤية القيادية المناسبة؛ كمربي وموجّه ومرشد ومخطط ومنظم ومدرب وقائم على تنفيذ ما خطط له لتحقيق الأهداف، فهو قائدٌ يحدد المسار وآليته.
كما يمكن القول إن قيادة المحتوى التعليمي وقيادة السلوك والزمن تبين الخبرة والشخصية التي يتحلى بها المعلم بهدف تعليم المتعلم علمًا وسلوكًا، وهذا بحدّ ذاته يُعدّ مقياسًا لطبيعة فاعلية الأداء والإدارة الصفية.
فالدور القيادي للمعلم ينبع من الممارسات التشاركية للإدارة الصفية الملائمة لتحديد المسارات التعليمية فهو مركز السلطة، لذلك لا بدّ له من الموازنة وعدم التهاون في حقه القيادي القائم على التشاركية والحوار والتعاون والاستماع للطلبة وعدم تجاهلهم مما يدفع الطلبة لتقبّل القيادة واندماجهم معها، الأمر الذي سوف ينعكس تلقائياً في انضباط الطلبة وتقبلهم لهذه القيادة التي جعلت الانضباط ذاتيّاً من الطلبة أنفسهم نتيجة المسار التشاركي والتحويلي الذي تغذى عليه الطلبة في عملية التعامل الصفي المساهم في رفع مستوى الدافعية والرغبة في عملية التنمية والتطوير لقدرات من حوله حاضراً ومستقبلاً، وهذا الأسلوب أفضل من أنماط القيادة السلبية الأخرى القائمة على فرض السلطة مما تؤثر على دافعية التعلم. فالقيادة الصفية الفاعلة لها مداخل نفسية وسلوكية واجتماعية وتعليمية مرتبطة بطبيعة الشخصية القائمة عليها وكيفية موائمتها مع المحيط الصفي بما يحقق الأهداف المرغوبة، ومختلف هذه الجوانب يضعها المعلم بالقوة الشرعية (السلطة / القيادة) من خلال خبرته ومعرفته وقدرته على الإقناع والتعامل مع السلوكيات الإيجابية والسلبية في صفّه الدراسيّ بما يضمن تحقيق ما يطلَق عليه: سِحر القيادة الفاعلة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights