مقال: وقفة تأمل ،،،

بدرية السيابية
لا أعلم كيف ينظر الإنسان لهذه الدنيا فهي دنيا فانية وليست باقية فكثير منا يحسب للحظات عيشهفي الدنيا ألف حساب ولا يحسب لآخرته
فهو كل همه كيف ينجز أموره في دنياه ويقضي حوائجه سواءا في المأكل والملبس والمسكن وغيرها من الأمور التي تأخذ وقته ويترك الأهم كالصلاة في وقتها و صلة الرحم وزيارة المريض وكفالة اليتيم وطاعة الوالدين والكلمة الطيبة المعبرة عن حبه وتقديره سواء للأخ أوالأخت أو للجار أوللصديق .
الدنيا كبيرة جدا ولكن إذا جلست في غرفة صغيرة لا نوافذ لها ولا أبواب فمن الطبيعي ستفكر لماذا أنا هنا ولماذا هذا السجن الضيق سيكون تفكيرك محدودا وهو التخلص من هذه الوحدة والخروج من هذه الدائرة المغلقة
كلنا نعاني من مواقف مرت على مراحل حياتنا اليومية فهناك الطفل المحروم عن أمه والأم التي فقدت ولدها أو المرأة التي تزوجت ولم تنجب أو البنت التي لم يسبق لها الزواج أو التاجر الذي خسر في تجارته أو الشاب الذي لم يوفق في وظيفته أو ذاك المريض الذي مرض بمرض يهدد حياته وكثير من الأمثلة لا تعد ولا تحصي فهذه الأمثلة التي ذكرتها تظن أن الله قد نساهم وغفل عنهم؟ طبعا لا .فقد أخذ الله عنهم ليعطيهم ما هو أحسن وأفضل بحكمته سبحانه وتعالى لذلك فالصبر هو أجمل شي تفعله لتجني بعدها ثمار صبرك بالفرح «إن الله مع الصابرين »
جعل الله الفرح والحزن يرافقنا فالإنسان يحمد الله على كل شيء سواءا في الفرح أو الحزن وقد كثر الموت في الآونة الأخيرة فيخطف الصغير والشاب وكبير السن وقلوبنا أصبحت أكثر ألما من فقدان الأحبه دون سابق إنذار ويتسلل الحزن على ملامح وجوهنا وتبقي الدمعة حبيسة أعيننا وتبقي ذكراهم تعطر أنفسنا المجروحة تلك الملامح التي لاتنتسى فلنحمد الله في السراء والضراء .
هذه الدنيا خلقت لنا لنتأمل فيما خلقه الله لنا ولننظر في قدراته العظيمة ولنكن راضين وقنوعين بما اختاره الله لنا ولا نحقد على غيرنا ونتسآل كثيرا في نفوسنا لماذا هذا لديه كل شي بينما أنا لا أملك شيئا
لا تتذمر كثيرا وتأكد بأن الله يأخذ ويعطي اجعل لك هدفا بعيد عن الغرور والكبرياء واصنع من ذاتك إنسانا محبا للخير ولاتنظر للخلف واستمتع بكل ما هو جميل في نفسك فأنت تستطيع أن تكون الأفضل والأحسن وتجنب المقارنة بما قسمه ربك لك مع غيرك وتأكد بأن الله مع الإنسان المؤمن المتوكل المحب لربه ولنبيه واجعل البسمة تغطي على ملامحك وابدأ بالكلمة المنبثقة من فكرك الناضج ولا تسيء الظن بغيرك وافتح له أبواب قلبك وابحث له عن سبب يقنعك كقناعتك بأن هذه دنيا فانية وليست باقية
فلنعش بهدوء وسلام وقلب مطمئن .