بقلم : سعيد بن أحمد القلهاتي
حديثي هذه المرة أعزائي القراء عن فواجع حوادث الغرق والتردي التي تحدث في العديد من المواقع والأماكن السياحية في البلاد وابدءُها بخير الكلام وأطيبه الذي نزل به الروح الأمين على قلب نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ، قول الحق تبارك وتعالى : ” { ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} وقوله جل في علاه{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ}
صدق الله العظيم .
عزيزي القاريء الكريم لاشك أنَّ الله عز وجل قد حبا بلادنا الغالية عمان بالكثير من المواقع السياحية والتي تتعدد في نوعها وشكلها وكمها فهناك الأودية الغنية والخصبة بالمياه والأشجار والظلال الوارفة وهناك السهول والجبال والشطئآن ، فلله الحمد والمنة .
إلا أنه وللاسف الشديد يؤسفنا ما نسمعه بين الحين والآخر عن حدوث حالات للغرق والتردي في أغلب المواقع السياحية التي تكثر بها البرك المائية والأماكن المرتفعة ولا يكاد يمر شهر إلا ونسمع بمثل هذه المآسي وليس من يعي ويدرك الخطورات التي تكمن بهذه المواقع رغم وجود التحذيرات واللوائح الإرشادية ، وإن كانت هناك ثمة ملاحظات على الجهات المعنية بالمواضيع السياحة والجهات الأمنية إذ يجب أن يكون هناك مرشد سياحي موجودا على مدار الساعة يرشد السياح بعدم الاقتراب من مثل هذه البرك أوالمغارات المائية إلى جانب وجود فريق إنقاذ من هيئة الدفاع المدني والإسعاف أيضا على مدار الساعة بهذه المواقع وذلك للاستجابة الفورية حال حدوث حالات غرق لاقدر الله ،، ولكن ذلك لا يعني أنَّ السائح أو الزائر والذي لا يفقه مدى خطورة هذه الأماكن أن يأتي ويلقي بنفسه إلى المهالك دون وعي ولا إدراك منه بالخطورات المحتملة جراء استحمامه في هذه الأماكن أو تسلقه لأماكن شاهقة وشديدة الارتفاع ثم يقدم ويمارس هواية القفز من أماكن عالية إلى البرك المائية ، فهذا بكل تأكيد أراه أنه قتلا متعمدا للنفس ، فأنت عزيزي السائح وأخي القاريء يجب أن تعي وعياً تاماً أنك غريبا عن المكان الذي نزلت به كسائح ولا تعرف الأماكن التي تكمن بها المخاطر إطلاقا إذ أنه لم تحدث قط حالة غرق أو تردي لشخص في بلده أو مكانه وهذا دليل على أنَّ صاحب المكان واعياً بالخطورة التي قد يتعرض لها فتأتي أنت الغريب عن المكان وتبادر بحياتك فهذا أحسبه في غاية التهور ، لذلك يجب عليك عزيزي الزائر أن تعرف أنَّ حياتك غالية عندك وعند أسرتك ومسؤولا ً عنها أمام الباريء عز وجل فضلا عما تخلفه وراؤك من أحزان ومآسيء ومصائب لدى اسرتك وأهلك ، وانتم أعزائي أرباب الأسر أيضا مطالبون بأن توصوا أبنائكم وفلذات اكبادكم وإخوانكم وكل عزيز لديكم بالمحافظة على أنفسهم وأن يتوخوا كل أساليب الحيطة والحذر .
فلله الأمر من قبل ومن بعد وعظم الله أجر كل من فقد عزيز عليه والهمه الصبر والسلوان
إنا لله وإنآ إليه راجعون
جنبنا الله وإياكم كل سوء ومكروه وحفظ الجميع في الحل والترحال
