تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

مقال: “الولائم والموائد أثناء العزاء من المسؤول عنها؟؟”

 

بقلم : سعيد بن أحمد القلهاتي

حديثنا اليوم عن قضية مهمة تهم مجتمعنا بأسره ألا وهي العادات والبدع السيئة التي اعتادتها وابتدعتها بعض المجتمعات في بلادنا للأسف الشديد وذلك أثناء إقامة العزاء .. ولنجعل السياق يبدأ أولا بالتوجيه الرباني في قوله عز وجل : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } صدق الله العظيم ، ومما لا شك فيه أنَّ هذه الآية الكريمة قد جاءت على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذ تحث على اتباع هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في كل ما يأمرنا به وينهانا عنه وحيث أنه ورد في الحديث النبوي الشريف لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم قوله عليه أفضل الصلاة والسلام : (مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ) كما أنه ورد عنه عليه صلوات الله وسلامه أنه أمر بصنع الطعام لآل جعفر وقال : ( اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا ، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ ) وذلك عندما بلغه موت ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة مؤتة .

إذن عزيزي القاريء مابالنا نحن الآن أصبحنا نختلق عادات وبدع دخيلة ما أنزل الله بها من سلطان مبتعدين عن الأوامر والنواهي الربانية التي نهانا عنها وأمرنا بها مولانا جل في علاه .. وكذلك مبتعدين عن أوامر ونواهي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، لا نرقب في ذلك إلا ولاذمة متناسين ما ينتج عن ذلك من عواقب وخيمة لا تحمد خواتيمها تجاه هذه التصرفات ،، فهناك ورثة قصر وأطفالا لهم حق الميراث فهل أحد إستئذنهم في تبديد ميراثهم في البزخ والإسراف وأنَّ لهم أن يستأذنوا وهم أطفالا ؟؟؟!!! .

غير ذلك تجد بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود وغيرها من أسر الضمان الاجتماعي وتلجأ للاستدانة لتنفيذ رغباتهم الجامحة في التباهي والتأسي بالأسر المقتدرة التي حقيقة أراها هي التي تزج بالأسر ذات العوز والحاجة من خلال صنيعهم هذا وهم لايبالون في حالاتهم المادية . وهذا كله لكي يتم توفير الوجبات وتحضير ما لذ وطاب من الفواكه وغيرها في فترة العزاء وبعد إنقضاء فترة العزاء وفي اليوم الذي يسمى بيوم “الطلوع” وما أدراكم ماذالك اليوم وهو اليوم الذي يقصم ظهر الجمل كما يقال .

فسبحان الله لماذا أصبحنا نغيِّر نظام الكون ونرتكب عصيان الله عز وجل وعصيان الرسول صلى الله عليه وغير مبالين ولا مكترثين لتنبيهات المسؤولين في الحكومة وربنا عز وجل قال في محكم كتابه العزيز { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ } . صدق الله العظيم .
حيث أنَّ الذي يحدث الآن أصبح لايتطابق مع شرع الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالذي يحدث الآن أنك تجد أولا صاحب المصيبة أو أحدا من أهله وأقاربه يتشبث في المعزي الذي قدم إليه لتعزيته وذلك عندما يهم بالاستئذان ويلقي عليه تلك الأيمان فتجد هذا يمسك وذاك يحجز الممر بأن لايذهب عنهم المعزي إلا بعد الغداء ، وبعد مايبرر لهم سبب إستئذانه ويعرض لهم ظروفه بالكامل يُعذر عن الغداء ولكن لا يذهب إلا بعد أن يتناول القهوة التي زودت بشتى أصناف الفواكه والحلوى العمانية والتي وضعت بإحدى مرافق المجلس ،، لما هذا التصرف العرن ياجماعة الخير تأتيك الإجابات إما بأن لايقال فلانا بخيلا أو الاسرة الفلانية بخيلة أو تقع في أدنى مراتب الكرم عن مثيلاتها من الاسر وإما يعللون أنَّ هذه صدقة عن المتوفى ، فهل هذه هي صنوف الصدقات ؟؟ .

وأما مايحدث مع الأخوات النساء فذلك حدِّث ولاحرج وهو أدهى وأمر إذ أنَّ قهوة العزاء معهن لم تقتصر على التمر والقهوة فحسب فهناك الفواكه العديدة التي تكون رديفة التمر ، وفوق هذا كله تجدهن لايراعين وقتا لآداء واجب العزاء فمنذ أن يبدأ الصباح تتوافد الأخوات على موقع العزاء وتلك هي واحدة حتى الساعة العاشرة ليلا مرورا بوقت الضحى والظهيرة والعصر والمغرب والعشاء وجزء من الليل وذلك هو الحال حتى إنقضاء أيام العزاء ،، ولله الأمر من قبل ومن بعد .. أليس هناك مراعاة لحالة أصحاب العزاء من الرجال الذين يقضون طوال اليوم في العزاء بأن يجدوا في بيوتهم مكانا ليرتاحوا فيه ؟؟ .

أعزائي القراء لعلي لم أكن بالغت في الحديث عن هذا الموضوع ولكن في حقيقة الأمر أن الوضع أصبح خطيرا جدا ويجب على الكل أن يتصدى لهذه الظواهر الدخيلة سواء كانوا من الوعاظ أوالخطباء ، وأن لا نجعل الشيطان وهواء النفس يسيطران علينا بأوهام ومبررات لاصحة لها ولا وجود لها في قاموس الحياة الإسلامية ، فكل ذلك يُعد مما يمليه علينا هواء النفس والشيطان والعياذ بالله من ذلك ، ويجب أن نمنثل لأوامر الله عز وجل ونبتعد عما نهانا عنه ، فالمولى عز وجل أمرنا أن نأخذ ما آتانا الرسول من أوامر وننتهي عما نهانا من نواهي ، حيث قال الله تبارك وتعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ،، ولما كانت سنته صلى الله عليه وسلم تقتضي بأن نقدم نحن الجيران الطعام لأهل الميت فإذن لماذا نخالف نحن السنة ونرتكب المحظور ،، والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يقول (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ، كتاب الله وسنتي) صدق رسول الله .

أدعو الله عز وجل أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وأن يجنبنا جميعا كل سوء ومكروه وأن لايرينا ذلك في عزيز علينا .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights