جدران صامتة…
خلفان بن ناصر الرواحي
أيتها الجدران الشامخة،
الصامتة…
هل تسمعين ندائي
أو تنطقين خفايا أسراركِ
وأسرار مرورنا وتردد أصواتنا
أيتها الجدران
لا تخيّبي أملي
ولا تفقدي ثقتي
سأخلد تحت عظمتك
وهيبتك..
وأرسم خيوط الحنين في كلّ زواياكِ
بين بيوت الطين
وبساتين الفرح والأمل
بين أحضان النخل الباسقات
بين أيكة الأشجار الوارفة الظلال
وعندما أتأمل فيكِ سأخاطبكِ
بكلّ ثقةٍ وعزة وهمّة
وسأسألكِ، عن سرّ التلاحم بين التّبر والطين
وبين نسمات البساتين وحركة النخيل
بين الماضي والحاضر والمستقبل المؤمل
تأخذني العَبرات عندما أمرّ بالقرب منكِ
فرغم الشوق الذي ينتزع ويشلُّ طاقتي
سأظل زائراً بين الحين والحين ولن أُعلن الاستسلام
فهكذا تعلمتُ منكِ أيتها الجدارن الراسخة
بأن الصبر مع تقلبات الدهر
هو درسٌ وعِبرة
هو كفاحٌ ونجاح
هو أملٌ وفلاح
فالأمنيات ليس لها حدود
ولا وقت يلزمنا لكي تتحقق
فلن تتحطم أمنياتي
ولن أفقد الأمل
سأعيش لحظات تلك الأيام
بذكرياتٍ جميلة
سأزوّد طاقتي بمفردات تلك الأماني
وتستفيق ذاتي لتعيش اللحظة
من جديد
أيتها الجدران الصامتة
هل فهمتِ ما أعني؟
وهل صوت صدايَ يسمعه الأحياء؟
أم أن الأحياء فقط أجساد جامدة؟
أيتها الجدران الجامدة
لعلني أجد الإجابة منكِ
ولعلك تنطقين
ولو بكلمة
لتتحرك الأجساد
فتتنفس وتقول الحقيقة
لأعلن حينها أنني ما زلت أعيش بالأمل