الاحتواء الاسري
سمية سيف العيسائي
ذكرتْ الاختصاصية النفسية والأسرية أنسام سعلوس أن الاحتواء يكون بحسب الدور الاجتماعي الذي يقوم به طرف نحو الآخر. فالاحتواء هو الطريقة التي يفهم ويستوعب الطرف الآخر ويعطيه جلّ اهتمامه بشكلٍ يغطّي مشاعره وجميع جوانب حياته فتأتي الأسرة في قمّة الهرم لكونها عماد الإنسان، فالأبناء هُم مرآة الأسرة فيجب الإنصات والاستماع لهم، أيضاً إتاحة فُرص الجلوس مع الأسرة وبالأخصّ الوالدين وملامسة حنانهم وامتصاص حبّهم وهذا يجعلهم يشعرون بأنهم مازالوا مقبولين من ذويهم، وهذا يجعلهم يتحدثون ويعبّرون عن كل ما في جعبتهم بكل أريحيةٍ وصدق وجرأة من دون خوفٍ أو هروب، فعليهم أن يدركوا أن الوالدين يحتووهم ويحبّوهم مهما فعلوا وأخفقوا.
ويجب عليهم عدم البوح بأسرارهم إلا لوالديهم وذوي القُربى، ولا نغفل عن دَور الأبناء في احتواء آبائهم كذلك، وتبادل الحُب والإنصات لهم والتعبير لهم عن كلّ ما يمرّون به في حياتهم كما يُبين حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ”خيركم خيركم لأهله”.
إن المعيار في خيرية الأفراد وصلاحهم يكمن في مدى نجاح علاقتهم بأسرهم، ليس المعيار الوهمي الذي يسعى دومًا إلى تجريد الفرد من معتقداته، ورسم صورةٍ وهميةٍ للنجاح الأسري.
ربما نتفق جميعًا أن الأُسَر المضطربة لا تؤثر على صغار أعضائها فقط وإنما ينال التأثير أعمدة الأسرة من زوجٍ وزوجةٍ.
الأسرة كونها اللبِنة الأولى في بناء نفسية الطفل تُشكل عاملًا مُهمًا في تكوين شخصيته ”ما نكسبه بسهولة نُضيّعه بسرعة، ما يعطي للشيء قيمةً هو مقدار اهتمامنا به”. توماس باين فيلسو فأمريكى“.
منذ أن فهمت ما تحويه هذه العبارة من معنىً واسع وشامل أيقنت أنه يجب أن نحصل على طريقةٍ لمُعالجة الأشياء والتفاعل معها.
ولندخل إلى باب الاحتواء:
من الثمرات التي نجنيها ومنها تحصيل الأجر والثواب من الله تعالى والمترتب على الرعاية والوقاية للأبناء والقيام بحقوقهم لنيل سعادتهم. كذلك تعويد الأبناء على برّ الوالدين والقيام بالإحسان إليهما وطاعتهما. تحقيق الاستقرار النفسي للأبناء وإشباع عواطفهم بالحب والتقدير وأيضاً تنمية عقولهم وشخصياتهم وحُسن الإصغاء للآخرين وفهمهم مما يؤدي إلى أن تتّسم علاقاتهم بالاحترام.
القانون العماني أيضاً لم يغفل عنها في قانون الأحوال الشخصية وحقوق الطفل ومن هنا نؤكد على أهمية الاحتواء في الدين الإسلامي وفي السلطنة.