2024
Adsense
مقالات صحفية

حدث في مثل هذا اليوم

خلفان بن ناصر الرواحي

لكلٍ منا ذكرى وحدث مميز مخلد في الذاكرة، وربما أحداث عديدة أيضًا، ولكنها تختلف في وقعها وتميّزها؛ وذلك من حيث قيمة الحدث ووقعه في النفس، فكلنا يدرك معنى مرور الزمن، ويتذكر بعضاً من أحداثه، فالحاضر فور وقوعه يصبح ماضياً أيضاً، ونرى بأن اليوم الذي نعيش أحداثه سرعان ما يتحول إلى أمس.
عندما تصل إلى مرحلة التقاعد ومغادرة أسرة العمل التي عشت معها وتفاعلت مع كل تفاصيل أحداثها وتذكرت تلك اللحظات وما بعدها، سيزداد شعورك بمرور السنين وتعاقب الفصول والأيام. فالزمن نهر من الأحداث والمواقف ساهمت في تشكيلها أيضاً العديد من العوامل الثقافية والزمنية لتبقى راسخة في الذاكرة.
لهذا فقد تذكرت حدثاً مميزاً حدث في مثل هذا اليوم، وهو الخامس من يناير عام ٢٠١٦م؛ لأنه مرتبطٌ بعلاقة ولائية أخوية مترابطة، تمازجت فيها خيوط الود والإخلاص والتفاني والتضحية بروح الفريق الذي لا يكل ولا يمل، ويقبل التحديات للوصول إلى الهدف، مع المحافظة على أمانة الوظيفة في الحقوق والواجبات بما لا يخل بتحقيق المصلحة العامة دون تغليب المصالح الخاصة. إنه حفل يوم التكريم والثناء لي من أسرة شركة كهرباء مزون- إحدى شركات مجموعة نماء القابضة- التي كنت أعمل بها، إنه يومٌ خالدٌ بالنسبة لي ويبقى كذلك؛ حيث كانت تلك الاحتفالية بصحبة أسرة عزيزة على النفس، لم تترفع يوماً ما، وتركت كبرياء وعظمة المناصب، وتمازجت في تعاملها مع الجميع لتشكل لحمة فريق العمل الواحد، وما تلك الاحتفالية التي أقيمت لي بمعية أخي وزميلي وأستاذي العزيز أبا طلال محمد بن حمد البوسعيدي، الذي قرر المغادرة أيضاً في نفس التوقيت معي، وهو نهاية شهر مارس عام ٢٠١٦م، حيث عملت معه كقائد ومعلم، وتشاركنا الأفكار بالنهوض بمستوى العمل، حتى وصلت بنفس مرتبة المنصب معه. فبالرغم من بعد المسافة بيننا، إلا أن روح التعاون والتنسيق ظلت كما هي ولم تنقطع بيننا، وكذلك الحال مع بقية الأخوة في الأسرة المزونية.

 

لقد كانت اللوحة التذكارية التي أُهديت إياها في يوم الحدث هي خير شاهد على ذلك الشعور الطيب الذي يكنه الجميع، حيث خطت الأقلام بعض الكلمات المختصرة في عدد الكلمات، ولكنها تحمل أصدق المعاني والأمنيات، وهي بمثابة الرسالة الخالدة التي ترتسم في العقل الباطن ليختزنها في شريط الذكريات الطيبة، لتعود من جديد في يوم الحدث، لنستذكر تلك اللحظات من زمن العمر، لنزداد ثقةً بالنفس وتزداد العلاقة بين أسرة العمل وبيننا في قالب من الصلابة والرباط الأخوي الذي لا ينقطع، ويزداد الشعور بالولاء لتلك الأسرة بجذور الود والمحبة والاحترام المتبادل ليبقى يوماً خالداً في صفحات التاريخ حتى وإن كان ذلك الحدث خاصاً بنا.
وبالرغم من أن الزمن يتسارع بالمرور على تلك اللحظات والحدث، إلا أن الوقت يمر بوتيرة ثابتة وقابلة للقياس وفي اتجاه واحد من الماضي إلى الحاضر، وهي محصلة العوامل التي نتعايش معها، فهكذا هي الحياة إذاً، نعيش أحداثها لنتعلم دروساً ونتزود بالذكريات لتبقى خالدة مع حاضرنا ومستقبلنا بالرغم من تغير الزمن بتغير الأحداث، فالزمن ليس مجرد نهر من الأحداث العابرة، بل هو محصلة المؤثرات والمواقف الداخلية والخارجية، سواء كانت مع ذواتنا أو أسرنا أو العوامل الخارجية الأخرى، وبالرغم من أنَّ الأحداث لا تقع بالتسلسل الزمني ولكنها تظل حدثاً له دلالاته ومعانيه في النفس البشرية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights